يعني حلال على إيران ما تفعله في العراق من تقسيم وتعاون مع المحتل الأمريكي وما تفعله في اليمن من تدخلات وتقسيمات ودعم لحركات تمرد مثل الحركة الحوثية ، وما تفعله في باكستان من دعم لجماعات القتال الشيعية والتي كانت تريد حكماً ذاتياً في المناطق ذات الأغلبية الشيعية ، وفي نفس الوقت حرام على تركيا أن تقف بجانب شقيقتها التاريخية سوريا ؟

المصيبة أنكم تتعاملون بازدواجية ممقوتة أخي رحمة ، بل هي ازدواجية مفضوحة ، وملونة بجميع الألوان الطائفية وبشكل جلي وواضح ، وتصطفون وتتحالفون وتبيعون - تحليلاتكم ومواقفكم - بحسب الأهواء والمذهب ، وليس لأي اعتبارات مبدأية أو أخلاقية ، وإلا لوجدنا لك مقالاً أو موقفاً من التدخل الإيراني في الشأن العراقي وصمت المرجعيات الشيعية عن الإحتلال الأمريكي وعدم سماعنا لمجرد ربع فتوى تطالب بالجهاد ضد المحتل الإستعماري ، ولم نسمع لك كلمة واحدة بشأن ما كان يحدث في اليمن من ضرب للإستقرار اليمني ومهاجمة دولة صديقة لليمن وهي السعودية .

نعود لموضوع أردوغان ، أولاً هو حقق نصراً شعبياً كبيراً مقارنة عما سبق ، فقد زاد عدد ناخبيه بمعدل 4 مليون ناخب ، وخسرانه لبعض المقاعد ليس بسبب نقص شعبيته - كما حاولت أن توهمنا - بل بسبب النظام الإنتخابي الجديد والأولى لك أن تهتم بالخسارة التي لحقت تحالف المقاومة في انتخابات لبنان السابقة ، ورغم ذلك أردوغان بالنسبة للأتراك هو مثل الخميني بالنسبة للإيرانيين .

وأما قضية اللعب على الخلافات ونقاط الضعف التركية ، فلا أظن سوريا تقدم على هذه الخطوة الإنتحارية ، وإلا فالجيش التريكي خلال أسبوع يكون قد وصل وسط دمشق فالجيش السوري ضعيف ولا يقوى على مقاومة جيش قوي مثل الجيش التركي ، فقوة الجيش السوري تكمن في ترسانة الصواريخ لديه لا أقل ولا أكثر ، فضلاً عن كون الموقف السياسي السوري من تركيا ضعيف جداً ، فعندما آوت عبد الله اوجلان مجرد تهديد من تركيا اضطرت سوريا لتسليمه بدون أي اعتراض ، فضلاً عن كون الموقف التركي في أضعف حالاته سيرد بدعم المتظاهرين السوريين وأيضاً سيلعب بملف الأكراد في سوريا والذين يتمركزون في حلب ، وأظنك تدرك تماماً ماذا يعني وجود مشكلة جديدة للنظام السوري وخصوصاً في مدينة رئيسية مثل حلب .

الخلاصة تركيا بدأت تتجه نحو عمقها العربي والإسلامي ، واهداء أردوغان نصره لغزة ورام الله ودمشق وبيروت ولم ينسى حتى البوسنة والهرسك هو تعبير واضح بلغة السياسية الواضحة ، بأن الشأن الخارجي التركي سيتغير كثيراً جداً في الفترة القادمة ، تغير في صالح الشعوب العربية والإسلامية بلا شك .