الحران كنعاني و جوكر,
ما تركه قثم في خطبة الوداع ان صح فهو اعلان التفليسة و ليس بدايتها اطلاقا! لانه و منذ ذلك الحين ولدت الخلافات حول الوريث و الاحقية بالوراثة و من ثم الصراع على السلطة و الذي ادى الى تمزق ما يسمونها الامبراطورية العربية ... لو اردنا تصنيف محمدا من حيث الانجازات التاريخية لكان كنعاني على حق, ففي النتيجة استطاع محمد ان يقوم بثورة لا مثيل لها في التاريخ ادت الى ما ادت اليه من قفزة نوعية في التاريخ القومي العربي لطالما تغنى بها العرب حتى اصبحوا اسراها! استطاع محمد كما فعل لينين من بعده و كما فعل الخميني من بعدهما ايضا ان يستغل الظروف الذاتية للعرب في حينها ليقوم بما فعل! لكني لست مؤرخا و لا احاسب الناس من وجهة نظر التاريخ, انما احاسبهم على التراث الفكري الذي اورثونا اياه! و هنا الطامة الكبرى!! فقد اورثنا محمد فكرا هداما, متناقضا, استعباديا, عنصريا لا يزال يفعل فعله فينا حتى يومنا هذا! و كما انه ليس من المهم تاريخيا ان نحاسبه على الاسباب و الاساليب بل على النتيجة فقط, كذلك فكريا لا يهمني كثيرا ما يشتمله هذا الفكر من ايجابيات و اخلاقيات بل ما يهمني هو انه بنتيجة اعتناق هذه العقيدة يصبح الانسان آلة قتل لا رحمة في قلبها و كل ذلك باسم الله! من يحاسب هتلر اليوم لانه دمر و قتل؟ لا احد. في حين ان الناس جميعا تدين النازية لانها جعلت من معتنقيها مجرمين سفاحين باسم طهارة العرق! هتلر رجل تاريخ فقد استطاع ان ينهض بالروح المعنوية الالمانية من الحضيض الى اعلى عليين! لكن الفكر الهتلري النازي كان و لا يزال فكرا عنصريا متطرفا كريها محاربا اينما حل و اينما ارتحل! رجال التاريخ يحاسبون بالتاريخ, اما رجال الفكر فيحاسبون بالفكر, فماذا ترى يا صديقي؟