coco
عضو رائد
    
المشاركات: 1,795
الانضمام: Oct 2004
|
RE: الرد على: يسلمو فارس.. الفيلم عن جد حلو
(06-12-2011, 11:53 PM)الحوت الأبيض كتب: لم أفهم ما هو الشذوذ الجنسي هذا الذين تتحدثون عنه... لا أعرف إصرار المحدثين على استخدام مصطلحات مستحدثة بالغة في الإبهام رغم أن السلف الصالح سمى الأشياء باسمها الصريح وفرق بين أنواعها.
أعني السحاق 
ــــــــــــــــــــــــــــ
لا أدري إن كان هذا الشريط يحتمل الحديث عن ملامح المدرسة الجديدة أو ما سمي من النقاد بالواقعية الجديدة في السينما المصرية لأن الموضوع طويل ومتشابك , ولكن سوف أقف سريعا علي أحد أساليب هذه المدرسة عند هذا المخرج بالذات وهو ما سمي بالواقعية الشعرية , فطريقة استعمال الأدوات السينمائية من موسيقي وتصوير ومؤثرات خاصة وأداء تمثيلي عند هذا المخرج تتسم بالحساسية البالغة والرهافة المفرطة التي نراها في الشعر من حيث استعماله طرائق خاصة في التصوير الفني من مجازات واستعارات وقوالب موسيقية , استطاعت أن تجعل المتفرج أو لنسمه المتلقي هنا في حالة من الإيهام الذي تخلقه الأدوات الشعرية ولكنها في نفس الوقت تضع نصب عينها ألا يفلت منها المتلقي إلي منطقة هلامية لا يتمكن فيها من القبض علي المضمون الاجتماعي والسياسي والثقافي والفكري الذي يتواري في الخلفية , وسأعطي مثالا بالجانب الثقافي من هذا الفيلم , فحينما تدور الكاميرا بنعومة بالغة و تتحسس واجهات الأبنية والعمائر الموجودة بطول الشاطئ في مواجهة البحر من محطة الرمل مرورا بواجهة المحكمة وحتي القلعة فإنها وهي تصور تلك الشرفات والشبابيك والتحليات التي تكسوها وترسم لنا ذلك الطراز المعماري الفريد الذي جمع عدة حضارات وصاغها معا في بوتقة واحدة , أقول عندما تدور الكاميرا لوقت طويل نسبيا في نعومة لا تضع المتلقي في حالة هلامية لا علاقة لها بما يدور في الفيلم من واقعية , ذلك أنها تلقي الضوء - بمواجهة النقيض - علي الحاج هاشم النموذج الرأسمالي الجديد الذي لا يأبه لتلك القيم الثقافية التي تمثلها العلاقة الإنسانية الخاصة بين السيدة الإيطالية العجوز وبطل الفيلم والتي تعبر عن التلاقح بين عالمين وما حدث بينهما من اتصال في الماضي وتمثل في ذلك الطابع المعماري الفريد , فكل هم الحاج هاشم هو الربح حتي لو أدي الأمر إلي تدمير أي قيمة ثقافية , والسيدة العجوز تستسلم وتري أن ترحل لبلدها إيطاليا , بينما يظل البطل في حالة مقاومة ولكننا نري أنها مقاومة محكوم عليها بالفشل إزاء هذا التوحش الرأسمالي ومن هنا تأتي السوداوية في رؤية هذا المخرج , وإن كان يعطي الأمل بتسليط الضوء علي المشكلة وتحفيز المقاومة لدي المتفرج , الحاج هاشم يريد إفراغ العمارة من السكان لكي يهدمها ويشيد بدلها كتلة أسمنتية خالية من ذلك الجمال الذي تحسسته الكاميرا والذي عبرت به عن هذا التلاقح والاتصال الإنساني , لكي يقيم علي أنقاضها عمارة ضخمة بها ( مولات ) وجراجات .. إلخ , الحاج هاشم هذا الذي يصطاد السمك بالديناميت وليس بالشص أو الشباك كما يفعل الصيادون , وينتهي الفيلم والبطلان راقدان في القارب فوق عالم من الأسماك الميتة ,أي أن الجانب الإنساني مفقود تماما لديه كما أنه لا يتورع عن استغلال كل وسيلة للوصول إلي هدفه وهو الربح حتي ولو باستعمال القيم والتقاليد بطريقة مغلوطة أو باستغلال الدين حين يطارد البطل والبطلة ملوحا بتلك القيم أو حتي بالعنف إن لزم الأمر ,أنتهي إلي أن الكاميرا وهي ترصد هذه المباني لم تكن تضيع وقتا في إلية شعرية فارغة بل آلية تهمها في السياق الفيلمي وتعبر عن مضمون ثقافي , ولو أطلت في تحليل هذه النقطة لأخذت منا مساحة كبيرة , ولذلك أري أن الموضوع فعلا يحتاج لشريط خاص نفرغ له الجهد أنا والزملاء لمناقشة أفكار تلك المدرسة وأسلوبها
- ربما يتبع لمناقشة الأداء التمثيلي -
كوكو
|
|
06-13-2011, 08:12 PM |
|