هذه أمور تافهة لا معنى لها، مع أن القصة قديمة.
عكل هناك أمور تمر غير صحيحة أغلبها اندساسات من مؤيدين للنظام لإشاعة نوع من الكذب، كما حصل مع سفيرة فرنسا، وكما قال عزمي بشارة: ليس قصد إعلام النظام السوري أن تصدقه بل أن تعتقد أن الكل يكذب فتختلط عليك الحقيقة.

ما لم يفهمه البعض أن موقع الثورة ليس منظماً للثورة، الثورة قائمة على الأرض، وهناك مواقع يقوم الثوار باستخدامها لنشر ما يحصل وللتواصل وللإعلام بحد أدنى.
هذه الثورة لا علاقة لمعارضة بها، ربما نقطة ضعفها ومعجزتها .. فسوريا ليس بها معارضة بالمعنى السياسي للكلمة. وإن كانت بدأت تتشكل نواة لها.
المهم أن هناك ماهو متواتر وثابت وحقيقي وصار بديهياً .. وبعض الأشياء غير الصحيحة هنا وهناك وأغلبها من عمل السلطة كحالات شاذة لا تؤثر على الحقيقة لأنها واضحة وضوح الشمس.
بينما الإعلام السوري كاذب بشكل أيضاً متواتر ومفضوح، وهذا يعرفه السوريون تماماً، أنا يومياً أتفرج على القنوات السورية لأتأكد أن الثورة السورية على الطريق الصحيح. فمقدار الكذب في وسائل الإعلام السورية مثير للشفقة.
والمعجزة السورية تكمن في قيام ثورة من "عدم" سياسي، من "لا حراك" سياسي، وعدم وجود معارضة، إنهم مجموعة من الثوار الشباب الذين صمموا على الحصول على الحرية، وكل يوم يزدادون ثقة بانتصارهم.
موقع الثورة أو هذا الموقع أو ذاك هي أدوات ثانوية بيد الثوار، وليست لا محركاً لهم ولا معبراً عنهم. من يموت ويستشهد ويعتقل لا يهمه التشويشات التي تحدث على ثورته.

هناك شيء واضح وجلي لكل ذي بصيرة: هناك ثورة سورية تريد أن تقتلع هذا النظام من جذوره. ويقدم لها السوريون كل التضحيات .. وهناك نظام دموي مجرم قذر بالمقابل يقتل وينكل ويعتقل ويعذب ويقترف الجرائم التي ترقى لمستوى جرائم النازية والفاشية، ويكذب بشكل مفضوح.
هناك من يقف مع النظام ببسالة يحسد عليها، ويتمنى لو أنه يعذب صبياً في سوريا، بل ويذهب كما ذهب بعض أبواق النظام بأنه ليس صبياً بل رجلاً مكتملاً يريد اغتصاب النساء.
وهناك من يقف مع الثورة ومع الشعب ومع الناس.
ومن الصعب أن تكون بين البينيين .. أعرف بعض هؤلاء من أصدقائنا "السنافر"، ولكن أغلبهم في الداخل السوري و وقوفهم الوسطي هو بسبب الخوف: الخوف على مصالحهم، أو من النظام، أو من تهويل وتجييش حدث لهم .. ولكنهم يعرفون كلهم أن البلد على كف عفريت وجلهم لا يصدق روايات النظام، حتى من يحالفه منهم.
لم أجد من يصدق فعلاً هذه الروايات إلا من كان خارج البلد ومن غير السوريين. ولم أفهم بعد - بصدق- هذه الظاهرة العجيبة. ظاهرة "الملكيين أكثر من الملك".