مهما حاول الرجال العرب الخروج من جلباب آبائهم وأجدادهم فمصيرهم الفشل، وكل مطالباتهم بالعلمانية والديمقراطية والحرية أغلبها مطالبات زائفة، يكشفها أسلوبهم في التعامل مع الأمور التي تخص المرأة والقضايا أو المسائل التي تقلقها إما بتسفيهها أو مهاجمتها.
فمثل هذا الموضوع تافه ويشغل قواعد بيانات النادي في حين موضوع مثل " ما هي أكثر ممثلة مثيرة برأيك؟ " يثري النادي وقواعد بياناته.

قالها أحدهم هنا شهادة حق في الرجل العربي " الرجل العربي فاشل وجاهل ومتخلف وفوق هذا متجبر "، وأضيف أيضا أنه منافق وأناني ولا يهمه في المرأة إلا كل ما يدغدغ خيال " خصيتيه " و " قضيبه ".

فموضوع مثل هذا يضرب على عصبهم الذكوري الأناني، في حين موضوع مثل أكثر ممثلة مثيرة أو عضو يحمل لقب أنثى يدخل يفتح موضوعا " يتطعوج ويتغنج ويتلوى " فيه فلا هو تافه ولا يشغل بيانات قواعد النادي، بل ترين تهافت في الردود غير "التافهة"، وكأن الساحة لا تحمل اسم " قضايا اجتماعية "، بل ساحة "للدردشة والتعارف وضرب المواعيد".

ما وجه الخطأ في السؤال؟
لم هذا الأسلوب في تسفيه صاحبة الموضوع؟
ويزعجكم إن قابلتكم ببعض ما قابلتموها به!!
هل سؤال عن نسب الأولاد حصريا للأب، وطرح موضوع أولاد النساء العازبات لأي سبب كان، ومنع نسبهم لأمهاتهم موضوع تافه ويشغل قواعد بيانات النادي؟!!!


الزميلة بتساؤلاتها هذه لا تحاول أن نأخذ حقا لرجل، بل تحاول أن تجد لها موطئ قدم داخل أسرة تتشارك في إنشائها وداخل مجتمع تتشارك في بنائه، تحاول أن تجد لها اعترافا ماديا قانونيا ملموسا واضحا تحت الشمس أنها جزء من هذا الكائن الذي قامت بتكوين نصفه، وشقيت في حمله وتربيته وخدمته، مجرد اعتراف في مشاركتها بنسبه لها مع نسبه لوالده.

من يقرأ لكم، يظن فعلا أن الحمل والولادة والاعتناء بالبيت والأطفال ليس عملا شاقا مرهقا مستمرا ولا يضاهي أبدا العمل خارج المنزل، في المجتمعات المتحضرة التي تتشدقون بقوانينها، لا ينظر للمرأة التي تختار أن تتفرغ للعناية ببيتها و أولادها أنها عاطلة عن العمل، بل ينظر لها أنها ضحت بحياتها المهنية من أجل مهنة أصعب وأشق وهي مشاركة متساوية تماما لرجلها، فهي تعمل داخل المنزل وهو يعمل خارجه.

ومن يقرأ للبعض يظن أن أغلب نساء العرب من القاعدات في منازلهن وفقط، يلبي لهن الرجل كافة احتياجاتهن واحتياجات أولادهن " فلا علاقة له بهؤلاء الأولاد !!"، أغلب نساء العرب تعمل وتشارك في أعباء المنزل المادية وتعمل أيضا في المنزل، فمن منكم من تعمل زوجته بوظيفة خارج المنزل، يساعدها في أعباء المنزل، ولا يستلقي بعد رجوعه من عمله وتناوله لطعامه أمام التلفزيون يحك خصيتيه ويتثاءب بكسل؟!!

أما فيما يخص معانات بعضكم الشخصية من نسائهم الماديات الكسولات، فهن صنيعتكم وصنيعة مجتمع رفض ذكوره التطور الطبيعي في دور الإناث.
هناك الكثير ليقال عن العقل الذكوري العفن للمجتمع العربي والذي من أجل بعض الفروقات الجسدية يقمع ويسجن ويؤطر ويستهين بنسائه، ويضع ضوابط هي في حقيقتها إهانة للمرأة كإنسان راشد عاقل كامل، وبعدها يتساءلون لماذا النساء العربيات ماديات؟!!! النساء العربيات ماديات للأنهن لا يمتلكن شيئا في أسر قمن بالمشاركة -وغالبا أكثر من الرجل- في إنشائها، النساء العربيات ماديات وسطحيات ولا ينظرن للرجل إلا كبنك تمويل، لأنه هو والمجتمع الذكوري وعاداته وتقاليده الذكورية وشرائعه الأكثر ذكورية، عاملتها كشيء يباع ويشترى، عاملتها كتابع لا كمستقل، عاملتها كناقص لا ككامل، عاملتها كعورة لا كإنسان، عاملتها أداة متعه وآلة للإنجاب وجارية اشتراها بماله، يتزوج عليها أو يطلقها، لا تملك أن تعترض، هذا الإرث البغيض هو من كونها وجعلها تدرك أنه لا أمان لرجل عربي، تفني نفسها في خدمته وتقصر حياتها عليه إلا أن تؤمن نفسها ماديا ومن جيبه فلا طريق آخر لها، أنت عزيزي الرجل بأنانيتك واهتزاز ثقتك بنفسك مدعيا الحفاظ على شرفك من صنع هذا المسخ المادي الذي تتأفف وتشكو منه الآن.

أما المرأة العربية وتخلفها اليوم فالحديث عنه يطول وله شجون، فهي مشاركة فيم وصل له حالها ولا أعفيها من المسؤولية في الوقت الحاضر.

استمري عزيزتي في طرح أسئلتك مهما بدت لبعضهم سخيفة وتافهة، فبدون هكذا أسئلة عن حقها في أن تملك وينسب لها ويلحق بها، لن تخرج أبدا من تحت عبودية الرجل، واعرفي أن دليل تطور وتحضر أي شخص هو موقفه من المرأة والأقليات وكل فئات المجتمع المهضومة حقوقهم.