اذا اردتم ان تعرفوا موقفي من الاحداث ..!؟
von Nedal Malouf, Freitag, 17. Juni 2011 um 23:17

طالما كنت منحازا للجمهور ودرّست مئات الصحفيين الشباب في الدورات التي اقمناها في سيريانيوز بان الجمهور فوق كل اعتبار وان الوسيلة الاعلامية والصحفي بشكل عام يجب ان يكون ممثلا للجمهور امام السلطات الاخرى.

وهذا المبدأ الاخلاقي انا ملتزم به كل الالتزام من الناحية المهنية مع التذكير بانني رئيس تحرير لوسيلة اعلامية وطنية يجب ان تمثل كل اراءا وشرائح المجتمع السوري وهذه الاراء والمواقف بطبيعة الحال في المرحلة الحالية متضاربة ومتضادة ونحنا نحاول ان نعرض وجهات نظر ورؤى كل الاطراف وهذا السبب الذي يجعل الجميع تقريبا يرانا متذبذبين بين طرف وطرف ويطالبون منا بان نحدد موقفنا.



سيريانيوز موقفها انها بجانب الشعب .. بجانب السوريين كل السوريين وهذا واضح ، وهي ممثلة عن مصالح جمهورها ومدافعة عن حقوقهم في مواجهة السلطات الاخرى.



هي وسيلة اعلامية مستقلة كليا ، وتمويلها ذاتي من خلال الاعلانات ولا تتبع اي جهة عامة او خاصة او منظمة محلية او دولية ، وهي تعمل برأس مال وطني 100% ورفضت على الدوام اي مساعدات او اموال من اي طرف بدون تقديم خدمات اعلانية في المقابل.



وحتى ادارة التحرير منفصلة تماما عن الادارة التجارية ويشترط للاعلان في سيريانيوز الا يكون للمعلن اي نفوذا او حق بالاعتراض على المحتوى.



اما على الصعيد الشخصي ، وهو بطبيعة الحال لا يؤثر على ادائي كرئيس تحرير سيريانيوز ، فاني ارى ما يجري في سوريا حركة احتجاج شعبي لها اسبابها المباشرة وغير المباشرة وان مطالب المتظاهرين مطالب محقة ويجب الاستماع اليها والعمل على تحقيقها بشكل جدي.



اما اسباب ما يجري فهو اخطاء متراكمة وتهميش على مدى عقود لقوى فاعلة وطاقات كامنة خاصة في جيل الشباب وبطء في قراءة الواقع ومحاكاة حركة التغيرات السريعة التي تمت في المنطقة وهذا ناتج عن الترهل وانعدام الكفاءة.

وصلت الاهتزازات الى سوريا ، وحركت الجموع باتجاه الاحتجاج على العسف والظلم في كثير من الممارسات التي تطال المواطن وتضر بمعيشته وحياته على كل المستويات .. وبدأت المشكلة التي تحولت في دولة لم تسمع كلمة لا لمدى عقود الى "خض عنيف" لكل مكونات هذه الدولة.



ومرة اخرى انعدام الكفاءة والجاهزية ووجود الكثير من الشخصيات التي لا تمتلك غير التملق والحفاظ على المصالح الضيقة في مواقع المسؤولية ، والتعامل الخاطئ مع "الازمة" وارتكاب الاخطاء الجسيمة ادى ( وما زال يؤدي ) الى تفاقم الاوضاع والعمل بمبدأ الفعل ورد الفعل الذي يعمل مثل حلقة مغلقة تتسع الى اللانهاية.



في هذا الوضع لا شك بان كثير من القوى المعادية والخارجية ترى فيما يجري فرصة للانقضاض على سورية ، ولكني ارى ان البحث في هذه الجزئية مضيعة للوقت ، لانه لا خلاف عليها ، واستغلال القوى للوقائع لا يعني في حال من الاحوال بان القوى هي من باتت تحركها.

انا اؤمن بان الحل في تحصين الذات وتقوية الجسد وزيادة المناعة فالعالم كما الهواء مليء بالجراثيم والمكياروبات التي لا تقوى على الاجسام الصحيحة القوية بينما تفتك بالجثث المتفسخة.



وبالتالي فان التعويل على نظرية المؤامرة في هذا الوقت جهد ضائع ، لانها ليس نقطة خلافية في رأيي ، وتحجيم المشكلة في انها حراك خارجي او داخلي باشارة من اشخاص مثل العروعور والقرضاوي وبندر ، هو في حد ذاته اهانة للشعب السوري العظيم الذي لا يمكن ان يكون اداة رخيصة في يد هؤلاء.



والهروب من المشكلة من خلال انكار وجودها وغض الطرف واغلاق الابواب على اصحاب الحراك هو دعوة واضحة للانقسام والتشظي وزرع الفتن بين ابناء الشعب الواحد.



وحتى يكون موفي واضحا انا ضد العنف بكل اشكاله وادين اي عنف تم ارتكابه من اي طرف بحق المدنيين والعسكريين واتمنى على كل الاطراف على الحفاظ على سلمية التحركات والامتناع بالمقابل عن استخدام العنف والقمع ضد المتظاهرين ، واترحم على كل شهداء الوطن واجلهم لاني اعتبر بان اي مكاسب سنحصل عليها في المستقبل او تغيير ينقلنا الى الامام لا بد ان لهم فضل كبير فيه.



اخيرا ، في معرض عملي كرئيس للتحرير واطلاعي على كثير من المعلومات فاني اعلن بان رأيي الصريح بما يجري اليوم من احداث مؤجل ، لاني اقول بما ارى انه مفيد لهذه المرحلة ، واتبع المثل القائل لكل مقام مقال ، والمقال اليوم لا يحتمل اكثر من مما قلت وامل بان تخرج سوريا مما هي فيه اكثر قوة وكرامة وحرية محافظة على وحدة شعبها واستقلال قرارها وعلى موقعها كقلب نابض لكل ، قلب قوي ، نقي ، شاب يضخ الدماء الجديدة لكل العرب.



آمل ان اكون قد اجبت على معظم اسألتكم وانا فاتني شيء فانا جاهز للاجابة على اي سؤال وبكل شفافية وصراحة .. شكرا لاهتمامكم