(1)

أيها العالم المجنون ...
هل من سامع ؟!

تمزقت وحدي ،
وأنتم سكارى بالمظاهر الخادعة .

آه لو تدرون كم تؤلم جلدات الفكر !

آه لو تدرون كيف يذبح اضطراب العقل !

داخلي بحار من المشاعر تتناحر أمواجها
وتيارات تتصارع
وبقايا نتنة من الطفولة تنهزم
وأنتم مغطون لهامكم بالتجاهل !

كل يوم تعرض نفس المسرحية
والركود سائد .

بالرغم من الانفجارات داخلي
أبدو ميتا بل رمة .

(2)

أعيش في قوقعة هشة
من انجازات كاذبة .
أحاول كل يوم ترميمها
لكنها قريبا ستنهار
وانا معها .
أحلم بزائر مجهول ينقذني

احلم بزائر اجد فيه نفسي ، وارتياحي
لكن أنى ؟!!

(3)

لماذا لا نرسم على المدى أرواحنا ؟!!

لماذا لا نتحد مع السماء الصافية ؟!

لماذا لا نئذ المادة التي تمنع التقاء ارواحنا ؟!

ولماذا لا نترك الكون يهب بلا حدود
لماذا لا نتركه يعطي التعيسين معزيا ؟!

(4)

عالم مجنون ....
بمشاعره وتناقضاته القذرة .
عالم مجنون ...
بفلسفاته العميقة وسطحيته القاتلة .
يرقص كالعاهرة على كل الاوتار ،
... يأبى إلا ان يستقر .
عالم مجنون ..
يكسر الجواجز ليضع حواجز.
لا يريد ان يعترف بانتسابي له
لا زال يعتبرني لقيطا .

(5)

متى أجد المرايا الاسطورية ؟

متى أجد إكسير الخلود ؟

متى أجد سيف النار ،
وكتاب الحياة ؟
ذاك التهشم المترائي من بعيد ...
لا يريد ان يختفي
ذاك النقص....
لا زال متغلغا في أعمق الاعماق ؟
لماذ لا أتحرر من قيود الاحتياج ؟
كيف لا أقدر أن أحيا بدون غيري ؟
وغيري لا يسمع.
وغيري لا يفهم .
غيري صخر له عيون
مهما عطف ، مهما تحنن ، مهما كان رقيقا
سيظل يراني جسدا .
(6)

أيتها الانغام ...
يا صديقة قلبي الوحيدة !
لماذا لاتتجسدين مثلي؟!
أو لماذا لا تجعليني مثلك
علامات سماوية على خطوط إلهية .
أنت وحدك تدرين حزني
أنت وحدك قادرة على ابهاجي
هذا الكون كله ثياب بالية من دونك .

هلا أخبرتهم عني ....
هلا أخبرتهم أنني كالجبال ؟
هلا اخبرتهم أنني وطن عريق جدا ؟

يا صديقة عمري الوفية
بإياك وحدك أؤمن
أنت وحدك الحقيقة
وكل حقيقة أخرى ...
هي نقوش باهتة تحتاج عيونا ثاقبة .
كل شيء مزيف
حتى تاريخ بلادي
العمد الوحيد الذي كان باقيا في
وجدته مزيفا !

(7)

ما أجمل الحياة بلا أحياء
لو تمحو عاصفة فلول البشر !
لو تحرق صاعقة أقنعتهم او تفنيهم
لو تفتك المحيطات بأجسادهم الخادعة
كي يبقى جوهرهم فقط !

(8)

يا فؤادي الخائف الحزين
إلى متى تظل قابعا في الركن المظلم من الغرفة؟
لا يستحقك الكون
فهو عالم مجنون .