أخي الكريم،
أنا شخصيا لن أتفاجأ بأن تدخل الولايات المتحدة والمجتمع الدولي على الخط وكتبت في ظروف كانت فيها الأنظمة العربية جميعها أكثر استقرارا وإمساكا بزمام الأمور أن احتلال العراق بداية لحقبة جديدة من الإستعمار العرب والمسلمون ساحتها دون غيرهم، كما كتبت أن العيب ليس في الاستعمار بقدرما العيوب كلها في أن يقع مجتمع ما في وضعية قابلية الإستعمار. كما كتبت -وكل ذلك موثق في مدونتي ومواقع كثيرة- أن أساليب حكم العصابات الأسرية والمافيوزية في المجتمعات العربية والإسلامية مصدر قلق كبير واقترحت إصلاحات جذرية يفرض بموجبها المجتمع الدولي عبر الأمم المتحدة نوعا من الوصاية على الدول والأنظمة لحماية مصالح الشعوب، وكتبت الكثير الكثير استشرافا لما نعيشه منذ بداية هذه السنة من تداعيات انهيار الأنظمة بما فيها النظام السوري في وقت كان الأسد ومافيوزية إخوته وبعثييه يفتخرون بأن رياح التغيير لا تهب إلا على أنظمة دول محور الإعتدال ويفخرون بأنهم غير معنيين بذلك لأنهم دولة ممانعة......
وقد كتبت في مقال تجده بعنوان (العالم العربي بين الأمس واليوم) مخاطر الإنغلاق المتمثل في استلهام الفكر السياسي من مقومات الهوية (العروبة والإسلام) واشتراك كل الذين قاموا بذلك بالتمسك بزمام الأمور حتى تسليم الشعوب بما ثكلت به إلى المستعمر لقمة سائغة وبشار لا يشذ عن هذه القاعدة وحان وقت تسليم المفتاح.
وفي المقال إشارة أكثر من واضحة إلى أن مسؤولية الشعوب العربية في ما يجري لها قائمة ولا مهرب من دفع تلك الأثمان وليست حماستك للتطلع لحماية نظام متعفن عمّر لأكثر من خمسين سنة بالتخويف من مخاطر الاستعمار هي الكفيلة بتوقيف عجلة التاريخ.
وبعبارة أخرى وقعت الفأس في الرأس ولا مهرب من تداعيات كل هذا الماضي الأسود ومن تدافع عنهم هم أول الخاسرين لأنهم أكبر المستفردين وحدهم بريع الحكم وحبال الريع بدأت تتقطع.