بيان صادر عن لجان التنسيق المحلية في سورية حول خطاب الأسد
جاء خطاب الرئيس بعد غياب طويل لأي مسؤول سوري عن مخاطبة الشعب المنتفض، ليشكل فقط تكرارا للخطابات السابقة بما فيها من وعود لم تتحقق، وتهديدات مبطنة أو مباشرة واتهامات فارغة تحت مظلة مفردات المؤامرة والمتآمرين. لم يقترب الخطاب حتى من كونه خطاب أزمة وطنية تعيشها البلاد منذ ثلاثة أشهر، وأصر على التعامي عن حقائق أصبحت جلية لمن يريد أن يرى. أهمها رغبة السوريين وإرادتهم من أجل الانتقال ببلدهم إلى نظام ديمقراطي حر تعددي. لجان التنسيق المحلية في سورية ترى في الخطاب المذكور تكريسا للأزمة من قبل النظام الذي يتمترس وراء الإنكار والتعامي عن رؤية الواقع الجديد الذي فرضته ثورة السوريين المستمرة حتى تحقيق مطالبها. وفيه تجاهل كامل لجرائم الأجهزة الأمنية التابعة للنظام التي ارتكبت أعمال القتل والتمثيل بالجثث واعتقال الآلاف من المتظاهرين والنشطاء والذين لا يزال مصير معظمهم مجهولا حتى اللحظة. وترى في دعوة الحوار المزعوم التي وردت في الخطاب مجرد محاولة لكسب الوقت على حساب دماء السوريين وتضحياتهم. لقد أعلنا سابقا، رفض أي حوار في ظل استمرار عمليات القتل والترويع وحصار المدن والاعتقالات التعسفية. ولا نرى فائدة من أي حوار لا يكون الهدف منه طي صفحة النظام الحالي بصورة سلمية، والتحول نحو سورية جديدة، دولة ديمقراطية حرة، ولمواطنيها كافة. ولقد جاء الرد الحقيقي على الخطاب سريعا، حين تداعى السوريون، بعده بلحظات قليلة، إلى التظاهر في مختلف المدن والمحافظات. ثورتنا مستمرة حتى تحقيق كامل أهدافها الرحمة لشهدائنا الأبرار والنصر لثورتنا من أجل سورية حرة ديمقراطية 20-6-2011

---

بيان:



لقد انبثق مؤتمر انطاليا بهمة المخلصين والوطنيين السوريين الذين اجتمعوا من أطياف متعددة، في محاولة لتقديم يد العون والمساعدة للشعب السوري في ثورته على الظلم والاستبداد، وربما سبقتها محاولات لم يكتب لها النجاح لظروف أحاطت بها، لكن

مؤتمر أنطاليا ليس نهاية المطاف في العمل الوطني لدعم ثورة الداخل، بل نتمنى أن يتبعه فعاليات تجمعات أخرى، تخفف من معاناة الشعب السوري في صراعه مع النظام الفاسد الذي يسعى الى تشتيت هذا الشعب واضعافه في سبيل الابقاء على مقدرات البلاد في قبضته واستغلال خيراته وسرقة مقدراته.

ومن خلال تواصلي مع بعض الشخصيات والجهات السورية، لاحظت أن الكثيرين يتعاملون معي باعتباري مرتبط فقط بمؤتمر أنطاليا، وأنني أطمح لتبني عمل مؤتمر أنطاليا، والهيئة والمكتب التنفيذي الذي انبثق عنه، وهنا أحب أن أوضح الآتي:

أنا أدعم كل عمل وطني شريف يصدر عن هيئات مؤتمر أنطاليا، لكني بالمقابل لا أشعر أن هذا المؤتمر أو ما ابنثق عنه سيلغي أي جهد أو عمل آخر لي، ولهذا فأنا في الوقت ذاته، أنتمي وأدعم كل جهة وطنية تساعد الشعب السوري على الوصول لحريته وبناء وطنه حرا ديمقراطيا كريما موحدا، وأضع نفسي وامكانياتي كلها في خدمة الشعب السوري، وأضع يدي بيد كل من يسعى لخيره ورفعته أحزابا ومجموعات وأفرادا، وأرفض أن يظن البعض أن دوري هو فقط دعم ما ينجزه مؤتمر أنطاليا والتحزّب لهئيته... كما أنني أرفض أن يقتصر دوري على هذا الإطار فقط. وربما لاحظ الجميع أن سياسة قناة الأورينت كما أن تكون منبرا للثورة كذلك هي منبر اعلامي لكل أطياف المجتمع السوري دون تمييز.

إنني - بصفتي الشخصية- أتوجه لجميع الوطنين أحزابا ومجموعات وأفراد، وخصوصا هؤلاء الذين هم في طور الكمون والترقب والانتظار (؟!) ربما يمنعهم الخوف أو التشكيك المفتعل أو ..الخ، وأناشدهم أن يواصلوا العمل، عبر الانتماء إلى روح شعبهم المتطلعة للحرية، فهم بحسهم الوطني المشرّف أبناء الوطن وأبناء الشعب السوري الذي هو أحوج ما يكون لهم هذه الأيام بالذات. وأحب أن أؤكد لهم ان الشعب السوري أكبر من ان يمثله تسعة أشخاص أو واحدا وثلاثون، وأن سوريا غنية بشخصيات عظيمة بعضها يساعد ويساهم في دعم حركة التحرر الوطني التي يقودها شعبنا بطريقته وأسلوبه وبما قدر الله له من عزيمة وإصرار على الخلاص.

ومع احترامي الكبير لكل اختلاف في الرأي يقوم على التنبيه إلى الإخطاء والثغرات وهي موجودة في مؤتمر أنطاليا وسواه، لا بد من إرسال إشارة عتب إلى كل من ينتتقد أعمال مؤتمر أنطاليا من منطلق التخوين أو منطلق التشكيك بالنوايا، وإلى كل من يظن أنه استبعد من هيئاته المنبثقة، التي أكدت وأعود وأأكد أن العدد لا يتسع للجميع، وأن العمل الوطني ليس حكرا ولا حصرا لهم، وليسوا أعلى همة وكعبا ممن لم تسع المجال لأن يكون أعضاءا فيها، كما أن بعض المنتقدين لا نسمع منهم الا التهديد والوعيد واحتكار حراسة الوطن وكشف المستور في صيغة فضائحية محزنة(؟!). أود أن أهمس لهم أنه بدلا من هذا الكلام الذين لن يقدم شيئاً للثورة، نتمنى منكم أن تقدموا بدلا من ذلك رؤى وبرامج أخرى مضافة يستفيد منها شعبنا، الذي لا وصاية لأحد عليه، والذي ينتظر منا ومنكم مواكبته في ثورته، وتوحيد خطابنا ضمن مؤتمر أنطاليا مع احترام استقلالية السلوك، أو حتى ضمن هيئات ولجان أخرى تساهم في أعمال كثيرة يحتاجها شعبنا، كأعمال الدعم الدبلوماسي السياسي أو الاعلامي والمالي والحقوقي وأعمال لاغاثة...الخ

كما أجد أن من المعيب التواكل وترك الساحة فقط لهيئات مؤتمر أنطاليا، ومن المؤلم الظن أن هنالك من هم وكلاء عن الهمم السورية جماعات وأفراد، لا بل وأعتبر هذا نوعا من التهرب من المسؤولية الوطنية عبر استنزاف جهدنا في تصيد أخطاء من يعلمون، بدل أن نرد عليهم بالنصيحة والمشورة والعمل... وأشدد أن كل عمل ايجابي نقوم به كسوريين على كافة الصعد سيبقى خطوة نحو مزيد من تخفيف معاناة شعبنا وتقصير مدة أزمته وصراعه مع طغمة القتل والفساد التي لا نختلف جميعنا على ضرورة الخلاص منها، بدل الدخول في معارك جانبية تربكنا جميعاً، تخيف كل من يوّد الدخول والمساهمة في العمل الوطني ، مما يطيل عمر الطغاة.

عشتم وعاشت سوريا حرة أبية بهمم أبنائها المخلصين،،،،

غـســــان عـبــــــود