كنا انا وأصدقائي في جامعة حلب نقدم امتحان بهدوء كالعادة فنتفاجأ بدخول أربعة شبيحة بلباس مدني الى قاعة الامتحان يطلبون منا بأدب ان ننزل في مسيرات مؤيدة للرئيس
فأجبناهم بأن ينتظروا قليلا ريثما ننتهي من الامتحان فصرخ أحد الشبيحة "هدول ما بيمشي معون الذوق , نزول انت ويا ولا"
فأجابهم أحد الطلاب "طيب اذا نزلنا الان رح نرسب بهي المادة"
فرد شبيح " طز , ترسبوا بمادة وحدة أحسن ما تنفصلوا من الجامعة , ما هيك ! "
رد احد الطلاب " ما بيطلع بأيدكم "
فاحمر وجه الشبيحة واختاروا فتاتين مسكينتين وقاموا باغتصابهم أمامنا عشر مرات , وبعد انتهائهم من هذا العمل الشنيع قالو " شو هلأ بتنزلوا ؟؟ "
طبعا وافقنا خوفا على بقية الطالبات

ونحن في الطريق الى ساحة سعد الله الجابري لم يفكر أحد منا في العودة الى منزله "لأننا كنا أغبى من اتخاذ فكرة جهنمية كهذه " فأكملنا طريقنا ونحن خانعون

ظللنا نهتف لمدة ثلاث ساعات ريثما يتمكن التلفزيون المغرض السوري من أخذ فيديو واحد عن هذه المسيرة
وعندما انتهينا كان الاحباط يغرقني ولكن ما خفف عني هذا الاحساس هو الشهرة التي سأتمتع بها بعد اليوم وذلك بسبب قناة الجزيرة "المهتمة بالشأن السوري"

فسوف تظهر صورتي لمدة ثلث ساعة عن كل نشرة اخبار ساعية تعرضها الجزيرة لمدة شهر كامل
يعني سأظهر 8 ساعات في اليوم غير يوم الجمعة سأظهر 24 ساعة
الحلم الذي كان يراودني ستحققه لي الجزيرة وهذا ماخفف عني الذل الذي عشته

فور عودتي الى المنزل توجهت الى القناة "المهتمة بالشأن السوري " تفاجأت ,لا خبر عاجل ولا تغطية ولا صورة جانبية صغيرة ولا حتى خبر في الشريط الأخباري , هل من الممكن أليست قناة "مهتمة بالشأن السوري"
ولكن بصراحة كانوا معذورين بسبب أهمية البرنامج المعروض الذي يتحدث عن المعاقين المهووسين بألعاب الكمبيوتر والانترنت
انتقلت بسرعة الى الجزيرة مباشر وكانت الصدمة الكبرى في الزاوية العليا من الشاشة كلمة " تسجيل " والمعروض لا يتعلق بسوريا

أجبرت وقتها على الانتقال الى القنوات المغرضة الفضائية السورية والدنيا في انتظار نشرة أخبار الساعة الثالثة على الجزيرة
الثلث ساعة صارت عشر دقائق ! والمتظاهرين بالمئات جعلوهم في مقابل المؤيدين بالملايين

اكتشفت ان قناة الجزيرة غير " مهتمة بالوضع السوري " بل هي " قناة الثورة السورية "

يالها من صدمة , ضاع الامتحان وضاعت عذرية البنات وضاعت الكرامة وضاعت........... الشهرة .