الزميل مينا
تحياتي
أدهشني ما تطلب يا صديقي فأنا لا أدري كيف يكتب الشاعر قصيدة ثم يتساءل فيما لو يمكن أن تُوزن فلو عدت إلى شعراء الجاهليين حين كانوا ينظمون لتبين لك أن الشعر يأتي موزونا بالسليقة والطبيعة الشعرية وقلما كان شاعر يعود لقصيدته كي يزنها إذا استثنينا الشاعر زهير بن أبي سلمى الذي عرفت قصائده بالحوليات أي أن تبقى قيد التدقيق عاما كاملا.
ولو جئنا لما كتبته فلن تجد فيه شعرا وهو أقرب كثيرا للنص النثري المباشر وما عليك ليصبح من أقرباء الشعر إلا أن تضيف إليه قليلا من البهارات : الصور البيانية الصادمة والمتألقة وكثيرا من التخييل والتشبيهات إضافة للموسيقى الشعرية والإيقاع الداخلي أو اللغوي ولا داع للوزن فالوزن يحتاج لدراسة وتدرب ولديك في هذه الساحة ما قدمه الأستاذ كوكو عن تعلم البحور الشعرية
ومع ذلك لا بد من القول بأن الشاعر الموهوب لا تحتاج قصيدته كي تخرج للحياة إلا حضور الفكرة أو الومضة الإلهام الشعري لتسيل كلماتها لغة جذابة جميلة متألقة فالشعر يأتي عفو الخاطر ولايستحث على المجيء ويصنع صناعة
وفيما كتبت أراها قطعة نثرية جامدة عصية على أن تكون شعرا ولو وزنت فيما لو بقيت هكذا بلا حياة

أرجو أن أقرأ لك دائما ما يجعلني أندهش مما تكتب

محبتي ومودتي