حاول، لكن لم ينل التوفيق ... حاول أن ينساها، بيد أن الذكرى أقوى من الخمر أحيانا، تصرعه لساعات هائما بين الأماكن، الأشياء والشخوص! ... رشفة من فنجان قهوة، هبة نسيم عليل، وقشعريرة باردة التمست طريقها نحو الصميم ... هنا كان اللقاء، وهناك قضينا الساعات الطوال نتحدث، لا نفعل شيئا سوى الكلام، جرى محدثا نفسه وهو يسير بين أطلال حلم جميل ... هنا كانت حزينة، جلستُ إليها أروّحُ عنها، "ارسمي تلك الابتسامة الرائعة على وجنتيك، حرام والله حرمان العالم منها،" لتبتسم على مضض! جررتُها من يدها لأعلمها ركوب الدراجة، كانت خائفة وشجاعة في آن واحد، سقطت مرة، اثنتين، ثلاث وأربع! وفي كل مرة كنت أنتهز الفرصة لأضع يدي في يدها، لأحس دفء جسدها الناعم، حتى انطلقت لوحدها على الدراجة بعيدا تضحك وتصرخ كطفل اكتشف المشي لأول مرة!

المثير للسخرية! تلك كانت نهاية الحلم! انطلقت على الدراجة تسابق الرياح، وابتعدت عني في أحضان رجل آخر! يا ليتني ما علمتها ركوب الدراجة!

يحرق حريشكم فتّقتوا جروحاتي