كما ذكرت يا عزيزي ... أن عمر المطالب البحرينية أكبر من عمر الثورة الإيرانية ..... تاريخ النضال ضد السلطة في البحرين لم يبدأ مع بداية الثورة بل بدأ منذ العشرينات و مر بمراحل عديدة و لعل محطة الخمسينات و الستينات كانت أعنفها لوقوع شهداء و الغريب أن رئيس قوى الأمن آنذاك هو نفسه رئيس الوزراء الحالي . و عندما نصل للسبعينات و بعد الانقلاب على دستور 1973 و حل البرلمان بسبب مسائلته للفساد و الثروات الغير مشروعة للعائلة الحاكمة كانت أيضا من أعنف المحطات التي تسببت بإخماد التيار اليساري و قتل اقوى شخصيتين إسلاميتين آنذاك (الشهيد عبدالله المدني و الشهيد أحمد الغريفي) الذين كانا يقودان التيار الإسلامي بأكمله و لشعبيتهما الجارفة غير الذكاء و الدهاء السياسي ... فقتلت الأثنين و ألصقت التهمة باليساريين لعلمهم بوجود خلاف لذا تخلصت من اقوى معارضيها بحجر واحد . كل هذه الأحداث حصلت قبل الثورة الإسلامية في إيران لذا فمن الظلم و الجهل ربط مطالب المعارضة بإيران ... لأن هذه المطالب لم تتغير سواء في فترة التسعينات أو في الفترة الحالية .... أي كلها تطالب بدستور عقدي و ببرلمان كامل الصلاحيات و توزيع عادل للثروات و إيقاف الفساد و التمييز . لكن سقف المطالب إرتفع بعد القمع و التنكيل الذي فتك بالكثيرين جسديا و نفسيا .

حالة لبنان حالة خاصة فلبنان أضحت مسرحا دوليا للعب ... فإتهام إيران وحدها بالتدخل هو ظلم ..... فالسعودية و سوريا و أمريكا و فرنسا كلهم أيضا يتدخلون في الشان السياسي اللبناني . و لبنان كل الأطراف تمتلك القوة و السلاح في مواجهة الآخر مما يحقق نوع من التوازن . الأمر الذي لولاه لفتكت الطوائف ببعضها . تشبيه البحرين بلبنان و إدانة إيران في تدخلها هو ظلم سافر .... لانه لا يوجد تكافؤ في القدرات و إيران لم تمول أي جهة معارضة .... حتى أن رئيس أكبر جمعية معارضة شيعية طالب إيران بأن لا تتدخل في الشأن البحريني ..... غير أن تقارير السفارة الأمريكية أثبتت أن إدعاءات الحكومة بأن المعارضة ممولة و مدعومة من قبل إيران هو محض خيال و لا وجود لأي دليل على ذلك .