عزيزي
لم اربط مطالب الثورة البحرينية بإيران، كما اني لااطعن بحق البحرينيين بالثورة، بل اني الى جانبها، وانما اخبرك عن مالاتريد ان تراه من اسباب الفرق بين سنة الخليج وسنة اللاخليج.
ان سنة الخليج اصبح لديها الان ماتخاف منه وتتشكك بعد ان رأت ممارسات ايران ضد السنة وضد الاقليات، كما ازداد الخوف اكثر بعد ان رؤا المشروع الشيعي السياسي للولي الفقيه وممارساته ضد الدولة اللبنانية وتتدخل الولي الفقيه في الشأن العراقي وبناء الميليشيات وتشجيع انتهاك حتى القانون العراقي، وبناء ونشر احزاب طائفية تدعو الى التفرقة والكراهية تماما على نمط الوهابية.

لااقول ان ايران وحدها تتدخل في لبنان، ولكن ان ايران تتدخل في لبنان على اي حال بناء على استراتيجية محددة تقوم على نشر وتعزيز الطائفية السياسية، وبالتالي مشروع تفرقة وليس مشروع يستحق الاحترام. هذه هي المشكلة التي لايمكن تناسيها ولااحد يرغب بالمجازفة.
بالتأكيد لايعني ذلك ان المعارضة البحرانية، بما فيه المعارضة الشيعية، واقعة تحت نفوذ ايران، ولكن بالتأكيد لايمكن للنشاط الايراني ان يخدم بناء ثقة بين اطياف المجتمع الواحد من المعارضين لنظام حمد. ان القلق من ايران ومدى نفوذها يعطل عملية التضامن مع الجانب السني من معارضي حمد، والنخبة الحاكمة تعلم ذلك وتلعب عليه.
بذلك اقول ان سياسة تصدير الثورة الايرانية، والنموذج المظلم لهذه الثورة، اساء لجميع حركات المعارضة لابناء الطائفة الشيعية ومنع عنها القدرة على الالتحام مع بقية الطوائف وعزلها.
والامل الوحيد الان في التمكن من اقامة نموذج ديمقراطي ، على ايد اكثرية شيعية، في العراق مثلا، يبعد الممارسات الطائفية ويبعد الاحزاب الطائفية عن الساحة ويقدم نموذجا مشرقا في مقابل النموذج المظلم للولي الفقيه، يعيد للفكر الشيعي رونقه الوطني القديم