مقال من صحيفة الوطن الجزائري
من يمسح عار البحرين ، أشعار آيات أم اعتذارات القرمزي ؟؟ بقلم مدير النشر ..
في يوم 14 فبراير 2011 ، أي في نفس اليوم الذي انطلقت فيه ثورة البحرين ، كنت قد كتبت مقالا بعنوان :
( دكتاتور سوريا يحكم على مدونة في ريعان الشباب بالسجن 05 سنوات ) على الرابط :
http://www.elwatandz.com/watanarabi/627.html
وكان المقصود هنا طل الملوحي ،، كم أحتقر الطغيان حين يجبن فيستقوى على طفلة ، تكفي ضفدعة كي تفزعها .
وانطلقت ثورة البحرين ، وقد كنت منذ البداية مع شرعيتها ، ومع ذلك فقد كنت أحتفظ بقليل من الاحترام لطغيان البحرين ، لأنني لم أكتشف وجهه الجبان إلا عندما استقوى على طفلة اسمها آيات القرمزي فاحتقرته أيما احتقار .
طرفة لها عبرة بعنوان : أقنعوا الديك أولا ..
ـ يُحكى أن رجلا توهم نفسه حبة قمح / ولذلك فقد كان كلما رأى ديكا يجري نحو غرفته ويقفل بابها على نفسه خوفا من أن يلتقطه الديك ، فهو في نظر نفسه حبة قمح / حاول أهله أن ينزعوا عنه هذا الوهم فأحضروا له أفضل طبيب نفسي كي يعالجه ، وظل هذا الطبيب يقنع الرجل بأن جثته أكبر من أن يلتقطها منقار الديك ، وقد أحضر له كل وسائل اللإثبات وقام معه بكل التجارب التي تؤكد أن طبيعته لن تجعله في متناول الديك ، وبالفعل نطق هذا المريض أخيرا وقال للطبيب :
يا سيدي أنا أعلم بأن حجمي يضاهي عشرات المرات حجم الديك ، وأن منقاره أصغر بكثير من أن يلتقط ولو جزء صغيرا مني ،، إنني مقتنع بكل ما تقول ولكنني أريد منك أن تذهب إلى الديك وتقنعه بهذا الكلام حتى يكف عن التربص بي .
آيات القرمزي تم إعتقالها يوم 31 مارس 2011
وقد تمت محاكمتها يوم 12 جوان 2011
يعني أنها ظلت معتقلة مدة 72 يوما ، وكل هذه المدة الطويلة لم تشفع للنظام كي تتراجع آيات ولو قيد أنملة عن موقفها ، بل بالعكس ، فقد أصرت ساعة النطق بالحكم ضدها بسنة سجن ، على إعادة قراءة قصيدتها في المحكمة ، وطالبت بإتمامها ، مقابل استعدادها لتقبل 03 أضعاف العقوبة ..
لكن بعد أسبوع فقط من محاكمتها انقلبت آيات رأسا على عقب واعتذرت للطاغية ، وأطلع تلفزيون البحرين مشاهديه الأوفياء على هذا الفتح المبين .
تفسير هذه الرؤيا ..
لتفسير هذه الرؤية ، لم نكن بحاجة لنستعين بذلك الطبيب النفساني الشهير الذي جلبوه فيما بعد للبحرين كي يقنع الديك بأن النظام أكبر من منقاره الصغير ، ولكن فقط أدركنا أن النظام بغبائه الشديد لم يجرؤ على تعذيب آيات قبل محاكمتها رغم طول المدة (72 يوما ) وذلك خوفا من أن تفضح أمره ساعة المحاكمة ، ولكنه بمجرد أن نطق القاضي بسجنها سنة كاملة مع النفاذ تفنن في أن يذيق هذه الطفلة ما لا تستطيع الجبال تحمله من العذاب ، وقد خيرها بأن تعتذر ولو بطريقة محتشمة أو تذوق أصنافا من العذاب الذي لا تتحمله الجبال طيلة مكوثها في السجن ، فلم يكن من القرمزي إلا أن اعتذرت لتظل آياتها تعري عورة الطغيان جيلا بعد جيل .
مدير النشر
http://www.elwatandz.com/opnenword/1881.html