السلام الروحي
عروبي لا عرباني لا انبطاحي
المشاركات: 1,791
الانضمام: May 2003
|
RE: تركيع المعارضين بسوريا على غرار تركيع "الغربيين" للمعارضين بليبيا
(06-26-2011, 11:12 PM)العلماني كتب: هذه سطور تذكرني ببعض شطحات "عبدالباري عطوان". ففيها حقد على "الغرب" بشكل غير مبرر إذا ما تذكرنا بأن "الغرب" (أو فرنسا بالذات) كان يستطيع أن يترك القذافي يدخل إلى "بنغازي" وينهي "الثورة الليبية" بالسلاح دون أن تتأثر مصالحه نهائياً. فالقذافي كان في السنين الأخيرة مثل "النعجة الحلوب" بالنسبة للغرب وأوروبا بالذات. فالاتحاد الأوروبي ترك له المجال كي يتمايل ويختال تيهاً ولكنه كان "يحلب ليبيا" من خلاله ويجز لها جميع صوفها في كل موسم.
الغرب لم يكن يريد تركيع القذافي لأن القذافي "ركع" لوحده بعد سقوط العراق ودفع المليارات لتبييض صفحته مع الغرب. والغرب لا يهمه تركيع الثورة الليبية لأنه لو أراد ذلك لما تدخل بتاتاً ولترك القذافي يقوم بالمهمة مكانه عندما كان يدفن هذا الأخير الثورة الليبية حية وهو على أبواب بنغازي.
لو كنت مواطناًَ ليبياً من معارضي القذافي اليوم لشكرت الغرب كثيراً، ولسعيت إلى تطمينه بخصوص التعامل معه في المستقبل. فالغرب ضحى بالكثير من الأموال والجهود من أجل نصرة ثورة ليبية لا يستطيع أن يضمن توجهاتها في المستقبل. ومن الطبيعي أن يعطي الليبيون المعارضون الاتحاد الأوروبي نصيب الأسد من الصفقات البترولية في ليبيا لو قدر لثورتهم أن تنجح.
أما مقولة أن الغرب قادر على حسم النزاع بهذه السهولة، فهي مقولة مضحكة. فالغرب لا يستطيع النزول على الأرض، وعليه أن يقصف من الطائرات "ميليشيات" تترس في المدن وتتحرك على آليات خفيفة، والطائرات لا تستطيع في مثل هذه الظروف أن تحسم المعركة. فحسم المعركة يجري على الأرض من قبل القوات البرية. والقوات البرية للمعارضة الليبية ما زال ينقصها الكثير من الكفاءة. فلماذا نلوم الغرب ونعتبره "سافلاً"؟ أعتقد بأنه من "السفالة"حقاً ومن "نكران الجميل" الحديث بمثل هذه النبرة عن دول تبذل مئات ملايين الدولارات كي تدعم الثوار الليبيين.
سندي السلام الروحي،
ما رأيك بالموقف الإيراني من الأحداث في سوريا؟ وما رأيك بموقف "حزب الله"؟ ولماذا تتهجم على الغرب الذي وقف حتى الآن مع جميع الثورات في العالم العربي، ولو وقفة حيية، ولا تتحدث عن "سفالة بعض الأنظمة" التي تدعم "ديكتاتورية بشار الأسد" وترسل له العتاد والسلاح والرجال لقمع الشعب السوري؟ أم أنها "عنزه ولو طارت"؟
واسلم لي
العلماني
مسألة تركيع القذافي والمعارضة المقصود منها تركيع ليبيا الشعب والدولة وأنت أشرت لذلك بمقولتك: إنك لو كنت ليبيا لشكرت الغرب ، فعليهم أن "يحمدوا" لـ"لغربيين" ما فعلوه من أجلهم ومقابل تضحياتهم ، وترى أن تدخلهم لمنع القذافي من السيطرة على المناطق الذي انفلتت من سيطرته وبالأخص "بنغازي" منقبة كبيرة! بينما يعد في القانون وقوفهم وعدم تدخلهم على جرائم مع قدرتهم هو مشاركة بالجريمة ، ولكنك تراها منقبة كبيرة وعلى الليبيين أن يقدموا لهم صفقات الأسد من النفط وهذا ما كان يخططون له ويريدونه ؛ أننا نحميكم في وقت شارفتم فيه على الهلاك ، فبالله عليك كيف ينتظرون أن تصل تلك القوات على حدود "بنغازي" وهي مكشوفة في الطريق ثم يدمرونها هناك على تخوم بنغازي؟!
ثم إن الغرب وجد نفسه في مأزق كبير بعد الثورات العربية المباركة مع شعوبه ما جعله يتخلى عن القذافي الراكع لهم كما تقول وأوافقك عليه ، ولكنهم لا يريدون استبداله بشعب قائم تخلص بنفسه من ديكتاتوره بل بشعب جريح يقدم الشكر والحمد ، لذلك أبقوا القذافي ضمن حدود معينة مرسومة ثم سيركلونه ككرة بعد أن يبصقوا بوجهه قائلين :الآن فقط انتهى دورك ليس قبل ذلك ولا بعده !
سؤالك لي عن "إيران" هو محاولة لدعم التدخل الغربي في سوريا وتغطيته ومن وجهة نظري أن "إيران" لو فقدت "سوريا" سيخلصها من كثير من الأمور التي تستطيع أن تقوم بها بالمنطقة لا قبل للغرب بها ، وستجد إيران تتوجه أكثر نحو مزيد مع التصعيد فعلاقتها مع سوريا جعلها أكثر مراعاة لبعض القضايا المرتبطة ببعض الدول العربية خاصة الخليجية وعندما تخسر سوريا فلديها أوراق أخرى ستستخدمها بقوة أكبر ، أما سؤالك عن "حزب الله" فهو في حرج كبير وكنت كتبت عن هذا الحرج موضوعا في بداية الأزمة السورية ولكن ربما ما سيرفع عنه هذا الحرج هو التدخل الغربي بسوريا لأنه سيكون واضحا أنه سيطاله لا محالة.
أما موضوع الغرب "السافل" ـ التي أخشى أنها هي ما حركتك للتعليق هنا ـ فنعم الغرب بحكوماته "سافل ومجرم" وإذا كنت ستقبل يد "الغرب" لأنه أنقذ كثير من المدنيين وقتل القليل منهم ، وتبحث عن مبررات لعدم حسمه ، وتتغافل عن أعماله وكأنه "مقدسك" تشكره وتحمده وترى دينا له عليك فهذا التحجج غير مقبول ، وماذا تركت لـ "نظام بشار" بقوله :أنه ممانع ، بالوقت الذي يمارس الاستبداد على الشعب السوري!.
هذا غير إجرام هذه "الحكومات الغربية الصهيونية" بقتل المدنيين مباشرة أو تواطؤا في أفغانستان والعراق وفلسطين ولبنان ولكن الغرب يقتل ويقول "أخطأت" يقتل ويقول "أدافع عن نفسي" يقتل ويقول " سأقوم بتحقيق" وهذا يبدو مقبولا عندك أن يتم قتل المدنيين فنسمع لقاتليهم قولهم : أنهم لم يتعمدوا ، فهذا كاف لتقبيل أيدهم ويستحقون صفقات العقود لـ"التضحيات الكبيرة" التي قدموها!
فهذه اسمها "مهانة"
واسلم بدون "سفالة"
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 06-28-2011, 09:30 PM بواسطة السلام الروحي.)
|
|
06-28-2011, 09:21 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}