حدثني ابن خالي عن صديقه أبو عبدو أن أم حنان الشرموطة قالت: نمت مع مصطفى طلاس ليلة كاملة لقاء عشرة آلاف ليرة، وحين طفق ابن طلاس يقذف ضرط، فقال ضاحكاً: "من شدة الحماسة قذفت من الجهتين". ثم فاحت في المكان رائحة كريهة، فقال ابن طلاس: حدثني رفعت الأسد – عفا الله عنه – أن زوجته شكت لحافظ الأسد (مص) كثرة ضراط زوجها، فقال: "من صبرت على ضراط زوجها أو حبيبها في الدنيا يُؤتى لها في الجنة بسبع مصاصات متة ذهبية، ويُقال لها: مصي من أي مصاصة شئتِ. والذي نفسي بيده لحق الزوج على زوجته عظيم عظيم، ولو أسهَل زوجُها فأقبلت زوجته تلحس طـيزه وهو مسهول ما أدت حقه".

حدثني صديقي أبو حمادة عن ابن عمه أبو حميد عن أبو أحمد سائق طريرة أنه قال: بينما كنت أسوق طرطيرتي حاملاً الأعلاف إلى القرداحة، مرت بجواري سيارة جيب عسكرية فيها ضباط، وكانت السيارة – كعادة كل مركبات الجيش السوري – قديمة تعود لزمن إبراهيم عليه السلام، فتعطلت السيارة في الطريق، فخرج الضباط من السيارة وركبوا معي فوق الأعلاف، ولما وصلنا القرداحة نزلوا منها وقال لي كبيرهم: "كيف يمكن لي أن أشكرك؟" فقلت له: "حدثني بحديث عن قائدنا الأسد" فقال: "الأسد الصغير أم الأسد الكبير؟" فقلت له: "بل الكبير"، فقال: حدثني رفعت الأسد – عفا الله عنه - أن قائدنا حافظ الأسد (مص) قال: " أول بيت وُضع للناس القرداحة، وأول حرف نطق به آدم حرف القاف، أول كسب كسبه كان رشوة." فقال له رفعت: "فحدثني عما قبل ذلك يا قائدنا"، فقال (مص) : "كان الله ولم يكن شيء معه، وكان عرشه على المتة، وأول ما خلق الله مصاصة المتة، ثم خلق الله آدم فقال له: "مص"، فأقبل آدم يمص مصاصة المتة، ثم خلق الله حواء فقال لها: "مصي"، فأقبلت تمص، فغضب الله وقال لها: "لاك مو قصدي تمصي قضيب آدم، قصدي تمصي مصاصة المتة، العمى شو إنك شرموطة من يوم يومك"، فقال آدم لحواء: "قليلو إنو الوضع عاجبك هيك" (لاحظوا أن أول حرف نطق به آدم هو حرف القاف)، ولكنها تركت قضيب آدم وأقبلت على مصاصة المتة، فقال آدم لله: "إيه يلعن ربك كنت خليني اتهنى شوي!"، فقضى آدم وطره يدوياً. فغضب الله فوضع خطة جهنمية للانتقام إذ خلق الجنة وخلق الأرض ثم قال لآدم وحواء: "اذهبا إلى الجنة ومصا حيث شئتما من مصاصات متتها رغدا، إلا قضيب آدم، فإن مصته حواء فراح أورجيكم." فقال آدم لحواء: "إيه كس إخت هيك جنة"، فقالت حواء: "لولا حيائي لكسكست مثلك". وبينما كانت حواء تتمشى لوحدها في الجنة، أتى الشيطان إليها على هيئة زب منتصب، وقال لها: "شو رأيك؟"، فسرت قشعريرة في جسد حواء انطلقت من فرجها، إلا أنها ثبتت ثبوت الشريفات العفيفات قائلة: " أنا لا أخون زوجي". فأتاها الشيطان في أيام بعدها على تلك الهيئة كثيراً وكانت ترده وتجيبه بذات الجواب، حتى بلغ السيل الزبى فصرخت حواء في وجه آدم: "إما المص أو الخيانة"، وأخبرت آدم بأمر الزب المنتصب الذي تراه، فقال آدم: " يا باطل! شرفي أهم من رضا الله"، فخلع سرواله ووقعا في المحظور، فأنزلهما الله إلى الأرض، فقال حينئذ آدم قولته المشهورة: "أرض مع مص خير من مئة جنة بلا مص".

---

تتمة الحديث السابق: فأطرق رفعت الأسد رأسه يتأمل فيما سمع، ثم رفع رأسه وقال: "لا عجب إذاً أن جماعتنا اسمها جماعة منمصلك".