موضوع تعبير أرجو أن يناسب الصف السابع
مقدمة تختصر موقفي: كل قطرة دم سالت من شهيد هي دين في أعناقنا، نحن الذين قبضنا ثمن دمائهم، لولا شجاعة الفرسان العزل الذين حاربوا بصدورهم العارية، لما زال قانون الطوارئ ـ حتى ولو شكلياً ـ، ولا صدر قانون منح الأكراد المحرومين من الجنسية ـ حتى ولو أن الكثيرين لم يستفيدوا منه بعد ـ، ولا وجدت مسودة قانون الأحزاب ولا قانون الإعلام ولا ولا ولا ولا
عرض الموضوع: سأبدأ به بما دفعني للكتابة أصلاً مع ملاحظة أنني كتبت سابقاً بالانكليزية سبب سؤالي
سمعت بأحداث البيضا وإنكار التلفزيون السوري لها وبالبحث وجدت الفيديو المشين ووجدت بعدها فيديو أحمد بياسي الشاب الذي أذهلني بشجاعته وهو يظهر هويته ويؤكد أنه هو نفس الشخص الذي يظهر في الفيديو الذي تنصَّل منه التلفزيون السوري، وإذ أنني أعرف ما يمكن أن يحدث له بعد العرض وجدته مشروع شهيد يستحق كل تقدير. وبالصدفة قرأت عن نضال جنود وعرفت سبب تعذيب سكان البيضا وإهانتهم. وأؤكد هنا
ليس هناك دم أغلى من دم وكل البشر متساوون بنظري
وإذا كانت سفالة معظم رجال قوى الأمن معروفة، فإن اجتماع البشر ـ تذكر هنا أنهم هواة عنف بالمقارنة مع رجال الأمن ـ على شخص أعزل تسيل دمائه أقل ما يمكن أن يوصف به هو سفالة منقطعة النظير، وعلق في ذهني السؤال، ألا يوجد شخص واحد فيه ذرة إنسانية فيشفق على هذا المسكين الذي تمنى بالتأكيد الموت عدة مرات قبل أن يموت؟ ألم يرق قلب واحد ليصيح بهذه الجموع اتركوه يكفيه ما ناله؟ بل سؤال آخر، لماذا لم يقتلوه فوراً فيريحوه من عذابه؟ هذا إذا افترضنا الاحتمال الأسوأ وهو أنه مخابرات كان السبب في وقوع الكثير من الأبرياء في قبضة الأمن.
ربما لأن شخصية وشجاعة أحمد بياسى الشاب الفقير أذهلتني, وأعدت الفيدو مرات ومرات وقتها, لانني لم أصدق أن الأطفال الذين تركتهم في سوريا أطفالاً يلعبون في الشارع قد أصبحوا رجالاً لا يرضون بالإهانة. وعندما قرأت عن أحد هتافات المتظاهرين: من حمص لبانياس أهل البيضا على الراس. بكيت بصدق, بكيت وأنا أتذكر الرجال مكبلين على الأرض وأحد الوحوش يقول لصديقه عفس، وصورة رأس أحمد بياسه على الأرض أنفه يزف دماً.
بعد ذلك رأيت فيديو المسكين الشهيد نضال جنود، لأعرف أن من اعتقدتهم فرساناً هم مجرمين، بصدق أرسلت أسأل وأنا أتمنى أن يقال لي حقائق تؤكد أن المسكين نضال يستحق ما ذاقه، هل تتخيل العذاب الذي ذاقه حتى مات؟
أقول لك وأنا أكتب باسمي الحقيقي وتستطيع أن تراجع كل ما كتبته يوماً لتتأكد أنني لم أكن يوماً من منافقي السلطة، وبالمناسبة هل انتبهت أنني مسجلة في المنتدى منذ أكثر من أربع سنوات وأول مداخلاتي كانت في هذا الموضوع، أنا أقرأ ولا أكتب لا في هذا المنتدى ولا سواه لأن مهنتي هي الكتابة وبالتالي لا أرغب أن أنفق أوقات فراغي أيضاً بالكتابة، لكن ما حدث لنضال أرغمني على الكتابة, فقط لأعرف, لا لأدافع عن موقفي في موضوع إنشاء قد لا يناسب حتى الصف السادس.
الخاتمة: في فترة من الفترات عندما كان تعلو أصوات التسبيح والتمجيد، كان ثمن شجاعة اللجوء إلى الصمت كبيراً، والآن بعد أن بدأت الجوقة الجديدة بإطلاق أهازيجها يبدو للأسف أن المطلوب من الجبهة القديمة الصمت مرحلياً وبعد ذلك يجب أن تغني معها ألحانها وإلا ستدفع ثمن صمتها. ومع أنني قلباً وقالباً مع الجوقة الجديدة وحلمت باستلامها المنصة منذ عقود إلا أنني لم أفكر يوماً بأن الجبهة القديمة سيكون مصيرها الإعدام
حلمت أن الجيل الجديد سيتغير وسيكون أفضل منا وسيتمكن من التغيير السلمي ببسالته وبدمائه الطاهرة التي تمنيت أن أزور درعا أول محطات الثورة لأقبل أرضها التي قدسها الدم فأصبحت بنظري خير مكان للحج الروحي لا الديني، فإذا بي أفاجأ بصدق اليوم وللمرة الأولى، أنه لم يتغير كل الذي تغير هو المظهر و وسائل اتصال أكثر حداثة.