أهلا عزيزي ابو الطناطن ..
صوتت بلا على الدستور رغم مباركة الحزب الذي أنتمي إليه للتعديلات بعدما جعلت ضغوط مورست في اللحظة الاخيرة من طرف الحزب الاسلامي العدالة التنمية النسخة التي طرحت للتصويت تختلف عن نسخة التي صاغتها لجنة صياغة الدستور المعينة وهكذا :
تم حذف النص على مدنية الدولة المغربية وجعلها اسلامية
تم حذف التنصيص على حرية المعتقد فأصبح حرية كل فرد في ممارسة شؤونه الدينية ..
بالنسبة لي لا اعترض على نسبة 98% من المصوتين بنعم لأنه ولاحزب دعا أصلا للتصويت بلا فمن صوت بالاخيرة فعل ذلك بموقف شخصي مثلما فعلت (الاحزاب التي عارضت دعت لمقاطعة الاستحقاق من أساسه لاختلافها مع المنهجية من بدايتها ) .. لكن لي تحفظ على نسبة المشاركة المعلنة والتي أرى أنه تم النفخ فيها حتى تتجاوز الثلثين من الكتلة الناخبة ..

---

الاعزاء حمزة وأبو الثنادر
من يعارض التعديلات الدستورية هو تحالف حزبي يسمى تحالف اليسار مكون من ثلاثة احزاب صغيرة انشقت كلها في اوقات متفرقة عن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية :
حزب المؤتمر الاتحادي وله نائب واحد في البرلمان (وكان انشق مطلع الالفية الثانية ومشكل اساسا من بعض المحسوبين على نقابة عمال حزب الاشتراكي التي كانت تسمى الكونفدرالية الديمقراطية للشغل )
حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي ولم ينجح له اي نائب في البرلمان وهو حزبي الاصل سنوات الدراسة الجامعية (انشقاق لاعضاء من اللجنة الادارية لحزب الاتحاد الاشتراكي سنة 1983)
حزب اليسار الموحد وله ثلاثة نواب في البرلمان ..(انشقاق التيار الماركسي لحزب الاتحاد الاشتراكي سنوات السبعينات)
الاحزاب الثلاثة يشكل مناضلوها العاملون عصب نقابة عمالية تسمى الكونفدرالية الديمقراطية للشغل بزعامة النقابي نوبير الاموي ..

يضاف الى هذه الاحزاب حزب النهج الديمقراطي وهو حزب ماركسي لينيني نخبوي محدود الانتشار بتطلعات جمهورية ومساندة لاستقلال الصحراء نقطة قوته انه يسيطر على الجمعية المغربية لحقوق الانسان احدى اقوى منظمات حقوق الانسان بالمغرب الى جانب منظمة حقوق الانسان (المقربة من الاتحاد الاشتراكي) و منتدى الحقيقة والانصاف ..
ثم أخيرا جماعة العدل والاحسان وهي جماعة اسلامية مهمة تكونت حول شخص المرشد عبد السلام ياسين القادم من زاوية صوفية محلية
اسمها الزاوية البوتشيشية وهي تطمح لاقامة دولة الخلافة في المغرب بممارسة الزحف والقومة وهي مصطلاحات تعني الزحف الثوري في ادبيات الجماعة ..

عدا الجماعة الاخيرة التي تضم اتباعا لا بأس بعددهم موزعين على أغلب المدن المغربية فلا اهمية اطلاقا لباقي المكونات أعلاه مقارنة باشعاع بقية الاحزاب التي دعت للتصويت بلا وفي مقدمتها الاحزاب التي انشقت عنها ( الاتحاد الاشتراكي بالنسبة لتحالف اليسار وحزب التقدم والاشتراكية (الشيوعي سابقا ) الذي انشق عنه حزب النهج الديمقراطي ) ..
الثقل الجماهيري لاغلب مسيرات حركة عشرين فبراير كان مشكلا اساسا من اعضاء جماعة العدل والاحسان مطعمين بعناصر يسارية من الاحزاب السالفة الذكر ..

---

اختلافي الرئيسي مع مكونات حركة عشرين فبراير هو اصرارها على مجلس تأسيسي منتخب يضع الدستور هم يعلمون أنه لن يكون مشكلا سوى من الاعيان او الاطر المحسوبة على الاحزاب الكبرى حتى لو توفرت جميع شروط النزاهة .. ولن تستطيع الاحزاب المساندة للحراك تمرير اي مرشح لها خصوصا وان تجربة انتخابات 2007 النيابية لازالت ماثلة حين فشلت جميعها في انجاح كل رموزها التاريخيين الذين تساقطوا امام اعيان وديناصورات انتخابية وبارقام مخجلة في المقابل نجح عنها مرشحون مغمورون وبضربة حظ .. (استثني هنا حزب النهج الذي يقاطع مع جماعة العدل والاحسان الانتخابات كموقف مبدئي) ..
لجنة المانوني التي وضعت الدستور رغم ان نقطة ضعفها أنها معينة من الملك الا انها كانت تضم اهل التخصص من كفاءات قانونية وحقوقية ودستورية معروفة على المستوى الوطني والدولي (منها ما هو مستقل ومنها ما هو محسوب على حزب الاتحاد الاشتراكي مثل رئيسة المنظمة المغربية لحقوق الانسان امينة بوعياش ورئيس المرصد الاستراتيجي المغربي عبد الله ساعف) ..