مع أني يا أخت نارينا لم أفهم شيئاً من ردك هذا ، ولا أعلم إن كان السبب هو عقلي أم ردك ، لكن ردي الأخير كان رداً على من رددت عليه ، بنفس منطقه هو ، وهو ما يعرف عند البلاغيين بالمشاكلة .

عموماً بخصوص التعدد ، فأنا لا أحبذه ولا أطيقه ، ولا أطيق أن أرى زوجاً متزوج بأكثر من واحدة طمعاً إلا في حالات استثنائية ، مع أني لست متزوجاً ولكن عند الاقدام على هذا المشروع فقطعاً لن أتزوج أكثر من واحدة ، فتكفيني واحدة أتقاسم معها كل شيء .

لكن التعدد لا أملك حق منعه ، وهو حرية لمن أراد ذلك ، وبالمناسبة في حالة رغب الرجل في التعدد فالأمر يقف على موافقة الفتاة ، اذا وافقت على الزواج من رجل متزوج فهذا حقها ، واذا رفضت فمن الطبيعي ان لا يوجد هناك تعدد ، لكن في أغلب الأحوال ، من تقبل بالتعدد هي امراة مطلقة أو أرملة أو عانس ، كما أن الزوجة الأولى في أغلب الأحيان تقبل بالتعدد لأنها اما لا تنجب أو لا تكفي مؤونة زوجها ، حتى الغرب نفسه ، التعدد موجود لكن بطريقة ملتوية ، فالرجل يقيم علاقات مع غير زوجته ، علاقات جنسية وعاطفية ، كما أن أي شخص يعيش هناك على الأقل يكون قد مارس أكثر من تجربتين سواء كانت جنسية أو عاطفية ، فلماذا نمنع التعدد وفي نفس الوقت نبيحه بطرق ملتوية ؟

القضية في النهاية قضية ثقافة ، فضلاً عن تحكم العوامل الديمغرافية والسكانية والاقتصادية والاجتماعية في هذه المسألة ، حتى أوروبا دائماً تحض على تحديد النسل ، ولكن عندما واجهت الشيخوخة المتكاثرة وقلة عدد الشباب أصبحت تحض وتشجع على الانجاب بأكثر من طفلين أو حتى ثلاثة أطفال ، مع أنها تنصح كل الدول العربية بتحديد النسل ، وقضية التعدد ينطبق عليها نفس الأمر ، اذا زاد عدد النساء على عدد الرجال بشكل مطرد وأصبح يهدد الحياة الديمغرافية للدول الأوروبية ، فستجدين الحض على التعدد والمطالبة فيه .

لا تكونوا كالإمعات ، تأخذوا كل شيء يأتيكم من الخارج بدون تمحيص وبدون دراسة .

ملاحظة صغيرة :
نسبة الرجال المتزوجين بأكثر من واحدة قليلة في كل مجتمع من المجتمعات الإسلامية ، بعكس العلاقة الجنسية الحرة المنتشرة في كل أوروبا .