الغراب : عم صباحاً يا صديقي.
البلبل : عم صباحاً يا غرابْ
كم يراودني اشتياقٌ
أن يعانقني السحابْ


هذه القضبان تضني
لا مجالٌ كي أطيرْ
قاعداً أرثي لحالي
بين جدرانٍ أسيرْ

الغراب : يا صديقي لا تبالِ
بالمآسي والجراحْ
والتزم صبر الليالي
كي ترى نور الصباحْ


الغراب :


يا صديقُ اسمعْ كلامي
كن قبيحاً أسودا
هكذا طبع الأنامِ
إن رأوك مغرّدا


أسكنوك السجن طبعاً
أحكموا القضبان حولكْ
وارتأوا للحسن قمعاً
أو رموا الأحجار نحوكْ


إنني منذ العصورْ
لم ألجْ سجن البشرْ
بين أصناف الطيورْ
قد وقيتُ من الخطرْ


منظري سمجٌ قبيحْ
لا يروق لآدمي
حين أنعقُ أو أصيحْ
يطربُ الصمّ العمي


هكذا طبع الزمانْ
مذ قضى الله القدرْ
كي ترى برّ الأمانْ
التزمْ كلّ الحذرْ


تلقَ أصناف المديحْ
تعرفِ العيشَ المريحْ


البلبل :


إنني رغم الظلامْ
صوتيَ استدعى النهارْ
فيه أسرارُ السلامْ
فيه صبرٌ فانتصارْ


من يغني لا يخافْ
فالأغاني كالغيومْ
إن أتتْ يمضِ الجفافْ
والمآسي والهمومْ


سوف أبعث في السماءْ
من أناشيد الأملْ
سوف ينتصر الغناءْ
للحياة وللعملْ

عم مساءاً يا صديقي
عم مساءاً يا صديقي

http://www.facebook.com/notes/%D9%82%D8%...4273087346