أنا لا أفرض ولا أطبق , بل اتساءل واناقش
ايمانك مهما بلغ من قوة ومهما بلغ من يقين فهو سيبقى ايمانا بغيب والايمان بالغيب ما هو إلا مقامرة وعبث بالحياة , وعندما نريد أن نسير أنفسنا والآخرين بناء على ايماننا بأننا سنفوز بجائزة اليانصيب الكبرى , فما هو برأيك ستكون عليه حياتنا سائرة ؟
ويجب أن تعرف بأنك كما ترى بأن الإلحاد تعاسة فإن الآخرون يرون الإيمان هبلا وضربا من الوهم والهلوسة , فكما أنك لا تستطيع أن تسمح لأبنتك من الزواج من تعيس فاجر كافر فإن الطرف الآخر يحق له ألا يسمح لبناته من الزواج من شخص مهلوس واهم .
ومشكلتكم الكبرى أنكم تتهمون لمجرد الوهم , على الأقل نحن جربنا الإيمان فعرفناه وفهمناه ومن ثم تكلمنا عليه وناقشناه أما أنتم فلم تجربوا بالإلحاد شيئا وتتهمونه بتهم هو براء منها من مثل أن الملحد تعيس وهذا كلام قمة في الفراغ , على الأقل الملحد يعيش حياته بناء على قناعاته وليس بناء على قناعات اشخاص فنو وتحولوا إلى رماد , ومن ثم فالسعادة والحزن ليست مرتبطة بدين أو غيره , بل هي مرتبطة بفهم الإنسان وطبيعته وما يتعرض له , وأنا استطيع أن أقول لك بأنني مؤمن حتى أكثر من مراجعكم الكبار الذين تفتخرون بهم , يكفي أنني آمنت بما أريد ولم أؤمن بما هم يريدون , وهذه هي قمة السعادة أن تعرف بأنك حر لأنك اخترت ما اخترت بإرادتك .
نستطيع أن نخدر عقولنا بكلام الأديان وننتظر جنانا ورضى رب قد مات , ولكننا لم نرضى بذلك .
إن تخدير العقل ليس فضيلة ,والإنسان المخدر الذي يعيش بأوهامه لن يكون في يوم ما أفضل من أنسان أخرج نفسه من هذا التخدير فاستيقظ وعلم الحقيقة .
الإنسان التعيس الحزين الصاحي , أفضل من الإنسان السعيد المخدر النائم.
فالأول يعلم والثاني لا يريد أن يعلم .
على كل حال لو أردت أن نتناقش لأثبت بأنك تتجنى على مخالفيك فأفتح موضوعا لذلك .