«الجزيرة» في مواجهة التهديدات * ياسر الزعاترة


اضطرت فضائية الجزيرة بعد صمت لم يدم طويلا إلى الإعلان عما تتعرض له من تهديدات، وبشكل خاص عما يتعرض له مذيعوها وصحفيوها من تهديدات متعددة الأشكال (بعضها موغل في الدناءة) أشار إليها البيان الذي أصدرته بالأمس.

وفي حين لم تشر المحطة إلى مصدر التهديدات، فإن القاصي والداني يعرف أنها قادمة من دمشق ونظامها الأمني الذي لا يحتمل المعارضة ولا النقد، وسبق له أن قتل في لبنان عددا من الصحافيين والسياسيين الذين وقفوا في مواجهته، بصرف النظر عن موقفنا من طروحات بعضهم السياسية.

النظام الذي أدمن لعبة الدم، لم يطق صبرا حيال تغطية الجزيرة لثورة الشعب السوري، فذهب يتخبط ذات اليمين وذات الشمال في سياق مواجهة من تجرؤوا على «التطاول» عليه، تارة عبر «شبيحته» ورجال أمنه، وتارة عبر «شبيحة» يتبعونه في أكثر من بلد عربي.

النظام الذي قتل مغني الثورة السورية الحموي إبراهيم قاشوش بتلك الطريقة المثيرة للاشمئزاز، هو ذاته الذي يرسل «شبيحته» بشكل يومي لكي يتصلوا بمحطة الجزيرة فيطلبون هذا المذيع أو ذاك ليمعنوا فيه شتما بعبارات بذيئة تزدحم بها قواميسهم (لا تسأل عن الرسائل الإلكترونية)، ومن قابل أيا من الصحافيين العاملين في غرفة أخبار المحطة سيسمع شيئا من تفاصيل هذه اللعبة القذرة التي يمارسها أولئك بشكل يومي.

وما تهديد المذيعة السورية رولا إبراهيم، وبعد ذلك إرسال «الشبيحة» لكي يعتدوا على بيتها وأهلها داخل سوريا سوى تعبير عن ذلك المستوى من الانحطاط الذي بلغه القوم، وربما مستوى الذعر والارتباك الذي يعيشونه بسبب تصاعد الثورة السورية وعجز الخيار الأمني عن كسر إصرارها على الانتصار.

الجزيرة اليوم ليست مهنية، وهي عربة متقدمة في سياق المؤامرة على نظام الممانعة العظيم. هذا ما يقوله النظام و«الشبيحة» الذين يعملون تحت إمرته، أو يعملون لصالحه في مواقع شتى داخل سوريا وخارجها.

هكذا، وبين يوم وليلة تحولت المحطة التي كانت تحظى بمديح النظام، في أكثر من مكان وصنعت لبعض أبواقه الكثير من الشهرة، تحولت إلى عنوان للمؤامرة الصهيونية على سوريا، ولا يتورع بعض أولئك عن الحديث عن المهنية والموضوعية، متناسين ما كانوا يقولونه من قبل عن المحطة، وعن مهنيتها أيضا.

المطلوب من الجزيرة لكي تحافظ على مزاج هؤلاء هادئا أن تغدو كتيبة أمنية، أو عصابة من «الشبيحة» تعمل على التشكيك في انتفاضة الشعب السوري، الأمر الذي لم يكن بوسعها أن تقبله بأي حال، مع العلم أن النظام الدموي لا يسمح لأية وسيلة إعلام مهما كان لونها بتغطية الأحداث، باستثناء الفضائية الرسمية وفضائية «دنيا» التابعة، وربما سمح لفضائية المنار التابعة لحزب الله، وبالطبع لأنها تلعب ذات الدور الذي يلعبه الإعلام الرسمي (سيقولون إن الجزيرة لا تغطي الأحداث في البحرين، الأمر الذي لا يبدو صحيحا، لكن الحدث هناك لا يقارن بالحدث في سوريا، لا من حيث أهمية البلد ولا من حيث مستوى الحراك الشعبي).

أي سقوط هذا الذي يمارسه النظام حين يوعز «لشبيحته» بتهديد مذيعة سورية عزلاء في الدوحة، أو مذيع سوري يرفض الاستقالة من المحطة التي منحته الشهرة، كما هو حال فيصل القاسم، مع أن الأخير لم يقدم أي برنامج منذ شهور حتى لا يضطر إلى الدخول في مواجهة مع النظام، مع أننا لا نعرف للأمانة رأيه في الأحداث؟! لاحظوا أن أحدا من الأنظمة العربية لم يتجرأ على مثل هذه الممارسات التي يقترفها النظام السوري، بما في ذلك نظام مبارك الذي ساهمت الجزيرة في إسقاطه عبر دورها في تغطية الثورة، كما لم يفعل ذلك النظام اليمني الذي تغطي الجزيرة أخبار الانتفاضة ضده من داخل اليمن رغم المنع، فضلا عن النظام التونسي. بل إن النظام الليبي الذي سبق أن بعث مخبريه لكي يختطفوا صحفيا داخل الإمارات ويقطعوا أصابع يديه التي يكتب بها لأنه تجرأ على كتابة مقال عن ابنة العقيد، حتى هذا النظام لم يفعل ما فعله نظام دمشق.

نحن واثقون من أن الجزيرة لن تتوقف عن تغطيتها خوفا من تهديدات النظام و»شبيحته»، وهي بانحيازها لنبض الشعوب تدرك أن سقوط هذا النظام قادم لا محالة، سواء تم ذلك بعد أسبوع أو شهر أو سنة، فقد كسر السوريون حاجز الخوف وخرجوا يطلبون الحرية، ولن يتوقفوا حتى ينالوها بإذن الله.

هامش ضروري: طلب بعض الأحبة الحديث عن زيارة السفيرين الأمريكي والفرنسي لمدينة حماة، ورأينا بكل بساطة أن من سمح بالزيارة هو النظام، ولو أراد منعها لما أعجزه ذلك، والهدف بالطبع هو تشويه صورة الثورة، مع العلم أن الموقف الأمريكي والغربي لم يقطع مع نظام الأسد وهو يميل للمقاربة الإسرائيلية القائلة بضرورة وقف مد الثورات برمتها، ومنع سقوط المزيد من الأنظمة، بما في ذلك النظام السوري، ورأينا أيضا أن السوريون أكثر رفضا للغطرسة الأمريكية الصهيونية، ومن يعتقد غير ذلك يسيء لنفسه أكثر من الإساءة للشعب السوري العظيم.

التاريخ : 12-07-2011

---

(07-12-2011, 03:54 PM)observer كتب:  رعب يجتاح موظفي محطة الجزيرة بعد ان اجلسهم شيخ قطر على خازوق وورطهم في حروب اقليمية لا ناقة لهم فيها ... ولا موزة


July 11 2011 18:22

عرب تايمز - خاص


------------------------------------------------
على الرغم من أن اخبار و تحليلات عرب تايمز يجب ان تؤخذ بحذر شديد، الا انني هنا أتفق تماما مع هذا التحليل.

خروج ولو 50 مذيع قدير لا يؤثر على الجزيرة فهناك المئات ينتظرون على الأبواب ....المعيب الانظمة هي من تشجع وتدعم هؤلاء البلطجية ....وأغلبية الشعوب مع الثورات ولولا الفضائيات لتم قتل مئات أضعاف ماقتلته الأنظمة ....العيب بعناد الأنظمة وليس بالفضائيات ...الأنظمة تريدها مزارع لهم كما الدول ...