ما هكذا يتم تحليل الامور فى العقوبات.

وهناك مثل مصرى يقول من يسرق بيضة يسرق جمل.

فلا خوف من من يسرق بيضة ولكن الخوف أن يسرق جمل ، وتبدأ السرقة بالقدر اليسير حتى تصل لسرقة أعضاء البشر وسرقة ثروات الشعوب.

والسجن هو عقاب لأسرة السارق ولمن يعولهم سواء زوجته أو أولاده ، ورغم هذا ليس محرما أن أسجن السارق ولا أقطع يده ، فهناك عقوبة من يسعون فساد فى الارض والتى بها التعزير وكلمة الفساد فى الارض هى عبارة مطاطية تتسع كل اشكال الجرائم كما اعتقد. ومنها أرى أن السجن للسارق ليس خروجا عن الاسلام ، ولكن فى حالة عدم وجود سجون فلا نتعدى حدود الله بأن نقتل السارق. فحين يتحدث الله عن الحدود فى مواضع أخرى يقول لا تتعدوها ، وقطع اليد هو أقصى ما تفعله مع السارق ، ولم تكن العقائد الأخرى تعترض على اعدام السارق كما كان فى الغرب الامريكى ، بل كان صاحبها يكون مسيحى مؤمن ومع ذلك يشنق سارق الحصان على شجرة ولا يؤثر هذا على دينه.

فهل نلوم على من حدد العقاب ومدح ومجد العفو أم نلوم على من جعلها وفقا لأهواء البشر. فيجب أن لا ننسى أن فى القرآن أيضا الحض على (العفو) وهو من أرقى درجات الإيمان.

ولماذا ننظر الى أن عقوبة قطع اليد بأنها الظلم بعينه ولا ننظر الى عقوبة الاعدام لمن يقتل ونقول ربما تاب صاحبها بعد قتل المقتول وندم على فعلته،

ألا تجعل عقوبة قطع اليد المجرم يفكر فى جريمته قبل الاقدام عليها بدلا من التطور الحادث فى السرقة حتى صارت تقترن بالقتل كثيرا.

ودمتم بخير