الخوض في ذات الله المادية بناءاً على المعطيات الواردة في القرآن ،والتي تعتبر غير كافية لادراكه لن يؤدي للوصول الى تعريف واضح حول كينونته.

حول الاستواء مثلاً، فكيفيته مجهولة لأن الشكل وتعريف مادية الله غير معلومة، فما هو ثابت لدى من آمن بالله أنه غير محصور في مكان وزمان، وبناءاً عليه فالاستواء بتعريفك البشري ينفي هذه الصفة، لذا فهو مستبعد.
وكما قالوا :"الاستواء معلوم والكيف مجهول والسؤال عنه بدعة والايمان به واجب وحق"

ثانياًَ، طرح هذه الايات للدرس لا يقدم في الايمان بوجوده او نفيه، فان آمنتت بالقرآن فحق عليك أن تؤمن بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وهو القائل "تفكروا في آلاء الله ولا تفكروا في ذاته، فإنكم لن تقدروا" (أو كما قال).
مما يقودنا بالضرورة الى أن مُعطيات القرآن حول ماهية الاله الحسية ليست مادة نقاشية أو تحليلية.

أما مقياسك لوجود الاله فهو مقياس مغلوط (حسب رأيي) كونك تطلب البرهان على وجوده بتعريف ذاته، فيما أشار هو الى تعريفه عن طريق خَلقِه، لذا فنفي وجود معطيات صفاته المادية ليس نفياً لوجوده حسب تعريفه هو لذاته من خلال رسالته والتي تعيدنا الى النقطة السابقة.