مع أن السؤال للزميل فضل، ولكن بحكم أني سوري متابع لتطورات الأمور فيمكنني أن أرتب الأمور على هذا الشكل:
المفاجأة والصدمة: كما قيل مراراً مصر ليست تونس، وليبيا ليست مصر وتونس، وسوريا ليست... وكان لقاء بشار مع صحيفة غربية قبل إنطلاق الثورة وكانت الأمور عال العال بالنسبة له، ولكن المفجأة أتتهم من درعا، ولم يصدقوا في البداية، ونزل الجيش السوري منذ اليوم الأول في محاولة لاحتوار الأمور، ولكن ولله الحمد غباء النظام أشعلها أكثر.
المقاومة واستنفار القوى: بدأت رقعة الاحتجاجات بالتوسع، والنظام لا يزال غير مصدق وبدأت قصص بندر وسعد والسلفيين والمندسين مع استنفار الأمن وقطعان الشبيحة لتقتل وتدوس المواطنيتن في درعا، بانياس، اللاذقية، ريف دمشق، حمص، إدلب، حماه.
محاولات التسوية: بعد ثلاثة أشهر من المحاولات الهمجية التي أوقعت حوالي 2000 شهيد، ومع تيقن السلطة أنها فقدت السيطرة على الشارع، بدأ الحديث عن الحوار، وبدأوا بتشكيل معارضة مدجنة لمحاولة تسوية الأمور، وحتى الآن يمكن أن يستمروا عن طريق مراسيم وقرارات، وتضحية ببعض الرؤوس.
الإنهيار: بدأت ملامحة الاقتصادية، وعلى أرض الواقع من خلال إمتداد الاحتجاجات إلى مختلف المناطق، وبالأمس واليوم حديث عن إنشقاقات في البوكمال وهي في شمال شرق سوريا، وهذا يعني تشتيت قطعان الأمن والشبيحة والفرقة الرابعة - النظام لا يثق بالجيش ولذلك فالأمن والفرقة الرابعة هما قوته الضاربة، وبعد ذلك يستخدم الجيش على مداخل القرى والبلدات-
الإنهيار سيكون في رمضان على أغلب الأمر، فمظاهرات الجمعة ستتحول إلى مظاهرات يومية بعد صلاة التراويح، وعادة تكون المساجد ممتلئة في رمضان، والترايح ستنتهي بعد العاشرة ليلاً، أي أسهل للمتظاهرين في الحركة، وكذلك بعد الفجر، ولن يكون للأمن قدرة على السيطرة على الأمور.

وعذراً من الزميلين فضل وطنطاوي