ثندر .
هناك فوضى هائلة في الإعلام المصري ،أخشى انك تأثرت بها كجميع من يعيش خارج مصر .
1- الوضع في مصر بالغ التعقيد ،ولا يمكن اختزاله فيما طرحته ولو على سبيل التقريب الشديد . و المجلس العسكري هو الممثل الوحيد للقوات المسلحة ،وهو الوحيد الذي يحظى باحترام و ثقة الشعب .
2- الشعب لم يفوض الجيش في حكم مصر ،و لكن مبارك هو الذي فوض المجلس العسكري ، رغم ان ذلك ليس تصرفا دستوريا ، و الشعب – و ليس ثوار التحرير - قبل ذلك التفويض ، فلم يكن هناك بديل آخر سوى الفوضى المطلقة . علينا أيضا أن نؤكد أنه بدون دعم المجلس العسكري لم يكن ممكنا أن تنجح الثورة ، أو تقوم لمصر الدولة قائمة الآن .
3- على النقيض تماما مما تعتقد فمشكلتنا مع المجلس العسكري ليس أنه احتكر الحكم ،و لكن أنه لم يحكم على الإطلاق . فرغم الفراغ التشريعي و غياب السلطات التنفيذية اقتصر الجيش على لعب دور الشرطي الذي يحاول السيطرة على فوضى هائلة تعم كل البلاد .
4- أدق ما يصف موقف المجلس العسكري أن مبارك ألقى في يديه كرة من نار ،و ما يحاوله المجلس هو كسب الوقت و تقاذف تلك الكرة حتى تسقط في " حجر" حكومة منتخبة .
5- المجلس العسكري لم يكن لديه مشروع سياسي من أي نوع ،وهو لا يدعي ذلك ، لذلك بدد وقتا ثمينا في مجرد الإعداد لإنتخابات ،و كان من الضروري أن يكون له خريطة طريق لتأسيس جمهورية جديدة يقود الشعب إليها ،و لكن هذا الأمل كان يتجاوز قدرات و أفاق المجلس العسكري .
6- ليس هناك تحالف مع الإخوان ، كل ما هناك أن الإخوان هي القوة الوحيدة المنظمة ،و التي يمكن التحاور معها ، أما شباب الثورة فهم مجموعات تتجاوز 120 تحالف غير المجموعات غير المنظمة ، ولا يجمعها شيء سوى التظاهر ، حتى أن أحدها انحصرت مطالبه في تغيير إتحاد كرة القدم .
7- في الحقيقية لم يكن هناك شيء اسمه الحزب الوطني حتى يكون له بقايا ، و ليس أدل على ذلك من سرعة سقوط النظام ، أما إذا كان المقصود هو قمة البيروقراطية المصرية الحاكمة ، فهذه البيروقراطية تحكم مصر منذ عصر محمد علي حتى اليوم ، بما في ذلك الفترة الناصرية !.
8- مازالت الأسئلة الأساسية مطروحة أمام المجلس العسكري ، الموقف من محاكمة مبارك ، إعادة تشكيل الأجهزة الأمنية ، السيطرة على الفوضى الضاربة .... الخ .