هذه امرأة خالص كازها و ما تسعى له ليس خرق تابو بل دعوة خرقاء لسلعنة الرجل و القيام باستيراده و تصديره و جعله موضوعا لقوانين السوق كالعرض و الطلب. و هي تفكر بعقلية "نفطية" تتصور ان بامكانها شراء كل ما تشتهي دون استثناء حتى العلاقات الانسانية.

تتكلم عن تحسين النسل و كأنما نساء الكويت و عني الأغلبية يتميزن بالتواضع و الوعي و الحس الانساني. و لست هنا أهاجم أو أسخر لكن في هكذا مجتمعات حديثة النعمة و قفزت من البعير الى كريستيان ديور بين ليلة و ضحاها ظلت معاييرها و قيمها بدوية متخلفة و بالتالي فان الحياةالأسرية التي ستبنيها ستبنى على تلك القيم. و لو فتح الروسي الجميل فمه معترضا لوجدنا اول كلمة تقال له: أنا من اشتريتك بمالي و عملت لك اقامة و قيمة بعد أن كنت مشردا طفرانا كحيانا و لا تسوى!!! أي نسل هذا الذي سينشأ في كنف هكذا علاقة و هكذا دماغ و هكذا مجتمع؟؟
بل ان القانون الكويتي يحرم جماعة "البدون" الذين تناسلوا أجيالا في الكويت من الجنسية و سائر حقوق المواطنة فما بالكم بروسي أو بوسني أو هرسكي لم يدخل الكويت الا أمس؟؟ و ما بالكم بمجتمع لا زال يصنف المواطنين ككويتي درجة اولى و درجة ثانية و ثالثة و يميز بين الأصيل و البيسري و ينتخب نوابه بناء على انتمائهم القبلي؟ و عاهات مخزية أخرى.

برأيي حل المشكلة التي تعانيها الكويتيات ليس باستيراد البشر بالجملة و المفرق و لا بالارتكان للبترودولار كحلال مشاكل سحري فالعلاقات الانسانية لا تباع و لا تشترى. على هذا المجتمع أن يواجه نفسه بعيوبه و يعترف بها و يحاول التخلص منها. و لو كانت المرأة الكويتية بتواضع و وعي المرأة الأجنبية أو العربية الأخرى لما "هفت" عين الكويتي عليهن. و لو امتلك الكويتي نظرة انسانية للمرأة لما وجدتها ترسل أنظارها عبر الحدود و القارات باحثة عن رجل يعاملها بلطف.

في النهاية لا يسعني الا أن أقول أن الحالة ميئوس منها في المستقبل المنظور و غير المنظور فالثروة لا تصنع انسان مهما عظمت و بلغت أرقامها عنان السماء.