لا أريد أن أعلق على كل القضية لأنها بالفعل متعددة الأوجه .
فقط لي بعض الملاحظات على مداخلة زميلنا علي نورالله ،وهي أشبه بالمساجلات الثقافية منها بالحوارت السياسية العنيفة ، خاصة أني -رغم خلافنا الفكري- ممن يقدرون نشاط الصديق علي نور الله و ثقافته الواسعة ، هذه الخلافات الذتي أتمنى أن تثري الحوارات ولا تفجرها .
بداية أنوه أنه من فرط حماس علي نورالله لقضية المهدي المنتظر أجده يذهب بعيدا جدا .
1- يفترض علي أن الأنظمة العربية – مثل النظام المصري- هي أنظمة علمانية ، وهذا شيء يبدوا لي أشبه بالنكتة ، فالنظم العربية كلها – خاصة النظام المصري – هي أنظمة دينية أو على الأكثر شبه دينية ذات طلاء مدني للتجميل لا غير . فكيف يكون نظاما علمانيا ينص دستوره على أن الإسلام هو دين الدولة ،و أن الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع !.
2- يسلم علي نورالله بادعاءات الملكيات العربية – أو معظمها – بأن الأسر الحاكمة من نسل النبي !، و تلك دعاوى بالغة الكذب ،و الشرح يطول بالطبع ،و لكن الزميل البارع يعلم بالطبع ما يتجاوز علمي حول تاريخ الإدعاء بالنسب النبوي و أسبابه .
3- يتحدث علي نورالله كما لو كانت الأنظمة الملكية هي الأقرب لروح الإسلام ،و الأصدق تعبيرا عنه ، مخالفا في ذلك ما نعرفه عن صدر الإسلام و عن وصايا النبي ، وهو الذي حذر من الكسروية و القيصرية ( أي النظم الملكية ) ، و ما يحدثنا به القرآن بان الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها !، و لكن الزميل الفاضل يرى أنهم إذا دخلوا قرية أصلحوها !.
4- لم تعرف الشعوب العربية النظام الجمهوري إلا حديثا ، و أيضا بشكل مشوه حتى أن الرؤساء العرب أصبحوا يسعون لتوريث الحكم ! ،وكل التاريخ الإسلامي الدامي هو تاريخ ملكيات فاسدة و ملوك طغاة ، كان أول ضحاياهم أبناء النبي محمد في كربلاء .
5- يثير علي نورالله قضية العنف الذي مارسته الأنظمة العلمانية على مستوى العالم ،و لكن السؤال الهام هو هل كان العنف نتيجة العلمانية ، أم نتيجة السياسات الإستعمارية للدول الأوروبية حيث نشأت النظم العلمانية ؟. بل هل ينكر الزميل علي نورالله أن العلمانية نشأت أساسا نتيجة فظائع الحروب المذهبية في اوروبا المسيحية ، كعلاج ناجح للقضاء على الصراعات الدينية .