عزيزي ابن سوريا ورفيق،

العروبة لفظ شوهته الأنظمة القومية التي جعلت من العرب قومية وقوقعتهم في قارورة عرقية لا تسمن ولا تغني من جوع.
العروبة كما قلت ثقافة، تحتوي صلاح الدين ذا الأصول الكردية، وابن سينا والفارابي الفارسيين، وابن خلدون البربري، وكل من رفد هذه الثقافة بعمل علمي أو مدني أو اجتماعي مستعملاً اللغة العربية أو الثقافة العربية.
أنا شخصياً، جزء مني كردي وآخر عربي، وأكن بالولاء إلى العروبة ثقافة وشعوباً ولغة وانتماءاً.

لا تخلٍّ عن عروبة سوريا من أجل خمسة بالمائة من الأقليات ولاؤها بالأصل إلى العروبة التي تحميها. بل إن هذه الأقليات هي التي تصنع العروبة وتجعل العرب أغنياء حضارياً.

والثورة ستعطي الجميع مساحة من الحرية لم يجدوها في ظل النظام البائد، وستجعلهم يمارسون ثقافاتهم ولغاتهم وكل ما يرسم لوحة التعددية الخلاقة.

أما الإسلام فهو جزء من الثقافة العربية، لم يكن يوماً منفصلاً عنها، والدليل أن لغة الإسلام هي العربية. وهو أكبر من أن يكون دين دولة أو نظام حكم. فهو رسالة حملها العرب إلى الكون وما زالوا يحملونها. وأعتقد أن الكثيرين يعتنقونه كدين ولا يؤمنون بنظام حكم إسلامي. ونسبة من يقوقعونه في حكم إسلامي ضئيلة ومهملة...