(07-22-2011, 06:11 AM)بسام الخوري كتب:  إن الحرب الطائفية الأهلية التي تستحضر النموذج العراقي أو اللبناني هي كابوس كل سوري. ومن الضروري أن يكون مسار آخر للخروج من الأزمة.

في تصوري- ... هناك عنصر هام يؤثر على مسار الأحداث في سوريا وإن كان أغلب السياسيين والحركيين يتجنبون إثارته هروبا من تهمة "الطائفية"
..وهي أن النظام السوري يقاتل بدافع طائفي وعن عقيدة طائفية...لأن النظام السوري طائفي
هذه حقيقة ...وفي الحقيقة هم يسمون الأسماء بغير أسمائها ...
العلويون -أو الأصح النصيريون- (والشيعة عموما) تقوم معتقداتهم هلة الشعور بالإضطهاد والمظلومية عبر التاريخ ؛ وبعد أن أصبح (العلويون) في الحكم يعتقدون أن خروجهم من الحكم يعني عودة الإضطهاد من جديد ؛ وعودة طائفتهم إلى "الجبل" وإلى الإنزواء في زوايا التاريخ ؛ لذلك فإن (دولة مدنية) أو (ديمقراطية) حقيقية تعني بالضرورة السقوط الحتمي لنظامهم الطائفي ؛ كون طائفتهم بلا قدرة على تغيير قواعد اللعبة أو إحداث توازنات لصالحهم إذا ما خرجوا من الحكم ؛ لذلك لن يغامروا بتسليم الرئاسة إلى رئيس "سُني" مهما حدث.

خلال هذا الأسبوع خرجت في عدد من أحياء حمص - التي فيها عائلات علوية مثل حي النزهة و الزاهرة وكرم اللوز - مظاهرات ضد بشار الأسد يطالبون بالرحيل، ليس لأنه ديكتاتور أو مجرم ، لكن لأنه "لم يستطع حمايتهم حسب زعمهم ؛ وبعضهم حمل معه أو ألصق على الحيطان صورة للمجرم ماهر الأسد وعليها عبارة ( ويلكم إذا نفذ صبره ) ؛ وكأنهم يهددون بحماة أخرى على شاكلة مأساة العصر سنة 1982.
هذا المشهد له دلالاته التي لا يجب أن نفغل عن أسبابها ونتائجها.

النظام السوري نظام طائفي بامتياز ؛ قام بتركيز السلطات الحقيقية بيد عناصر علوية في الجيش ؛ وإن قام باستقطاب عناصر درزية أو مسيحية أو سنية وأقحمها في نظام الحكم ؛ إلا أنها تظل فسيفساء شكلية بلا تأثير في اللعبة أو في صناعة القرار السوري ؛ فأصغر ضابط علوي يمكنه تجاوز قيادييه من السنيين الأعلى منه رتبة بكل سهولة.
وقد حاول النظام الإرهابي في سوريا جرّ البلاد نحو حرب طائفية في أحداث بانياس واللاذقية في بداية الثورة السورية حتى يطرح نفسه كصمّام أمان وحيد للأمن في البلد ؛ لكن الثورة استوعبت منذ البداية أهدافه وخططه وتجاوزتها وأحبطتها ؛ وحتى الساعة فإن الثورة لم تنزلق نحو الخطاب الطائفي الذي بإمكانه أن يسهم في تشويه نصاعتها ؛ وعلى قيادات الثورة أن تقدّم تطمينات للطائفة النصيرية أن التعايش ممكن في ظل نظام غير نظام عائلة آل الأسد ؛ خاصة وأن النظام يلعب على وتر العصبية من أجل ترسيخ أقدامه في الحكم ليس إلا ؛ لأن عموم الطائفة العلوية تعيش نفس مآسي باقي الطوائف
والله أعلم