حقيقة اختزال المشكلة إلى إخوان مسلمين وأمن عام هو اختزال ألوم عليه الإخوان أيضا، عليهم أن ينضجوا ويكفوا عن المراهقة الفكرية السياسية التي طالما صرعونا بها.

القضية أكبر وأعمق من إخوان يريدون أن أن يقوموا باعتصام ما وميدان تحرير ما على شاكلة تقليد مصر، القضية هي دولة يراد لها أن تدار بطريقة تضمن لشعبها حقه الأصلي في السلطة، هنا لب الموضوع وهنا أصل القضية.

نقل الموضوع للإخوان المسلمين، ثم شيطنة الإخوان لن يخدم قضية استعادة السلطة، لن يقوم إلا بتأجيج صراع جانبي لا قيمة له، مبني على سؤال فرضي تخيلي من باب ماذا لو وصلوا إلى الحكم عن طريق صناديق الاقتراع، ماذا كانوا ليصنعوا؟

حاولت ألاقي إسلاميين وصلوا للحكم عن طريق صناديق الاقتراع، وجدت الجزائر، ووجدت أن من قتل الجواد الذي ركبوه للوصول إلى الحكم لم يكونوا هم بل العسكر الجزائري الذي أدخل البلاد في فوضى لم تكد تنتهي.

قومنا يتعجلون فتنة قابل عن فتنة اليوم، فتنة اليوم هي أن الأمة ليس لها سلطة على خلاف الطبيعة والحقوق الأصلية لها، وفتنة قابل هو احتمال أن يقوم الإسلاميون بسلب الأمة سلطتها، فنحنا استباقا لهذا المستقبل "المظلم"، نسلب الأمة حريتها وحقها الأصيل هذا حتى ما يجي غيرنا يسلبه.

خوش....

مثلنا كمثل إخوة حول والدهم المريض، فخشي أحدهم أن يقتل والده بعض إخوته لتعجل الميراث، فقام بقتله هو لتفويت الفرصة على غيره بقتله.