نلاحظ ان موضوعات الخطاب الاسلامي المعاصر(كل انواع المطالب والشعارات والاحتجاجت والامال والاعتقادات)التي جيشت الوعي الاسلامي منذ القرن التاسع عشر لم تبتعد عن عدة محاور سنعددها

١ وحده الاسلام يستطيع ان يقدم قاعدة للمقاومة الفعالة ونظاما للقيم قادرا على مواجهة الهيمنة السياسية والاقتصادية والثقافية للغرب

٢ لا يمكن تفسير السيطرة التي يمارسها الغرب على المجتمعات الاسلامية عن طريق الضعف العقائدي او عن طريق معارضة الاسلام للتقدم والعقل الحديث والعلم كما ادعى ارنست رينانبل على العكس فان الاسلام دين منفتح على كل كشوفات الحضارة الحديثة ولكن المسلمين سرعان ما تخلوا وتحولوا عن التعاليم الصافية والخصبة للاسلام الاولي ا ذن فالحل التاريخي لمعالجة الانحطاط يكون ببعث الاسلام في عظمته الاولى

٣_ان العدالة والاخوة وحقوق الانسان وتحرير المرأة والتسامح والاستخدام العادل للملكية ونشر الثقافة وكل ابتكارات الثورة الحديثة موجودة في الاسلام منذ عصره الاول فالاسلام يطالب بكل ذلك وينص عليه ان الاسلام هو معلم الغرب والعالم

٤_ان الايدولوجيا المادية التي يبثها الغرب تهدم القيم الروحية للاسلام وينبغياذن محاربتها ومحاربة كل متبعيها من مستشرقين وباحثين معتنقين للافكار الغربية

٥_ العلوم الموجودة في الغرب غير قادرة على الفهم الموضوعي لتاريخ الاسلام وتعاليم الاسلام ينبغي اذن الالتزام الكامل بمنهجية الاصول (اصول الفقه والدين) وحتى الفلسفة الاغريقية التي اعتمدها وتبناها المفكرون المسلمون في الحقبة الكلاسيكية تظل مشبوهة


٦_ فصل السياسة عن الدين تمثل فكرة هدامة تبناها الغرب اما الاسلام فهو يحافظ على المراتبية الهرمية بين السيادة التشريعية العليا(كلام الله وتفسيراته) وبين كل اشكال السلطة السياسية


٧_كل الاختراعات الكبرى للعلم الحديث موجودة سابقا في القران او معلنة ومشروحة فيه ولقد سبق العلماء المسلمون كل الاوروبيين وعلومهم خصوصا اثناء العصور الوسطى


٨_لا يمكن لعملية البناء الوطني الجارية حاليا بعد الاستقلال ان تتم بمعزل عن الاسلام او ضده

ان مجرد القراءة البسيطة لكل المباديء السابقة تبين لنا الى اي حد يمزج الخطاب الاسلامي المعاصر بين خصائص الايدولوجيات الحديثة وبين عناصر التركيبات الاسطورية

ما العمل امام الكم الهائل من اليقينيات التي تجيش الشباب اللاهب والديناميكي والمحبط والمتوسل اليه من كل الجهات معا



رحمة الله عليك يا اركون

وما دام الخطاب الاسلامي لا يخرج عن هذه الاساطير فسنظل نرتع في التخلف