أول سؤال دار بخلدي ... ما هو الوطن في مفهوم الكل ....

الأرض الجغرافية ...؟؟

الطائفة ......؟؟

العائلة الحاكمة ....؟؟

الشعب .......؟؟

التاريخ .....؟؟

الانجازات ..... العلمية .... الفنية ..... الرياضية ؟؟

سبب ذلك هو أنني لدي جواب لكل مفهوم . و لا يمكنني أن أختزل الوطن هنا مرة واحدة . و خصوصا مع فوضى غبية سببتها العائلة الحاكمة في بلدي البحرين لتثبيت حكمها في البلاد .

أنا فخور بالأرض الجغرافية للبحرين .. فهي حوت قبور أجدادي و تراثهم و معاناتهم و كدحهم و تدينهم فأنا ولدت عليها و عشت فيها و تمرغت في ترابها . فأنا فخور بهذه الجزيرة الصغيرة حجما و الكبيرة موقعا .

الشعب ..... أي شعب تقصد .....؟؟ حسب كلام الحكومة البحرينية البحريني هو كل من حمل الدفتر الأحمر (الجواز) ... بينما عندي ليس هذا شعبي .... شعبي كل من ولد في البلد و كل من عاش فيها يخدم الناس . شعبي ليس هو المرتزق الذي استجلب ليضرب الشعب و يخدم الحكومة ... شعبي ليس هو كل من أعطي الجنسية بلا استحقاق قانوني .... شعبي ليس هو كل من أعطي الجنسية و هو لا يعيش في البلد أبدا و يحضر فترة الانتخابات ليقلب الموازين . بينما أفتخر بكل عربي و أجنبي عاش في البحرين يخدم شعبها من موقعه كطبيب و مدرس و مهندس و عامل. لا افتخر بمن يسرق قوت شعبي ... لا أفتخر بمن يوشي بشعبي ... لا أفتخر بمن يحقد على شعبي ... لا افتخر بمن يضحك و يرقص فرحا على جراحات شعبي و شهدائه ...... حتى لو كان من مكونات شعبي .

أفخر بطائفتي ... إن كانت تسير على الحق و خدمة الوطن ... و لا افتخر بأي فرد ظالم من طائفتي .... فلسنا من أتباع أنصر أخاك ظالما أو مظلوما.

لا افتخر بالعائلة الحاكمة بتاتا ..... فهم سبب بلائنا .... و هم من سرقوا قوتنا و هم من دمروا بلادنا . لكن أفتخر بأي فرد منهم تواضع لشعبنا و خدمه و تكلم بالحق و استنكر الظلم و عمل على تغييره . ((و هو للأسف ما لم يحصل فليس فيهم رجل رشيد)).

لأ افتخر بشرطتنا و جيشنا ..... فهم أداة قمع ... و لكني افتخر بمن رفض من العسكريين أن يضرب المواطنين ... فهناك تقريبا 160 عسكري مسجون لرفضهم إطلاق النار أو تعذيب المعتصمين و هؤلاء عذبوا بشدة .

أفتخر بتاريخنا .... فتاريخ البحرين شاهد على تحضر هذا الشعب .... و هو ما يحاول آل خليفة إزالته .... فالتاريخ عندهم يبدأ بغزوهم ... هل تصدقون أنهم يدرسون أبنائنا في المدارس عن تاريخ العتوب في السعودية و تاريخ آل خليفة كأهم بنود مادة التاريخ .... و يتناسون و يمحون تاريخ البحرين الحقيقي.

افتخر بأي إنجاز بحريني أصلي حقيقي .... افتخر برياضيينا البحرينيين الأصليين ( علاء حبيل و طارق الفرساني و رقية الغسرة و غيرهم) فهؤلاء حملوا أسم البحرين خفاقا دون دعم حكومي ... بل كان مصير أغلبهم الإهمال و الإعتقال و التعذيب ..... لا أفتخر برياضينا المجنسين و لا بإنجازاتهم .... أسماء أفريقية غير أسمها من أسم مسيحي إلى أسم عربي فقط لكي تشارك بأسم البحرين ... و إنجاز لا طعم و لا لون له . طعمه مزيف لا يفرح به إلا المزيفون مثله كالعائلة الحاكمة .

كنت دوما أنتقد شباب البحارنة (الشيعة) و هم (أخواني و أقربائي و أصدقائي و تلاميذي) بسبب هيجانهم السياسي ضد الحكومة و كنت أحثهم على ترك الخزعبلات السياسية و الانسياق وراء الاحزاب و الالتفات إلى أمور الدراسة .. فهي حصننا ضد ظلم الحكومة و طائفيتها ... كنت أعلم في قرارة نفسي أي ظلم يكابده هؤلاء و أي مرارة يعانوها ... فهم مهما درسوا فلن يحصلوا على وظيفة لائقة بدراستهم (قد افهم لو أن حالة البلد صعبة) لكن الوظائف تذهب لمن هم لا يستحقون و بلا شهادة دراسية ... فقط لأنه من طائفة معينة و موالي للنظام .

لكن اليوم ..... كل شاب بحراني ثائر ... كل شاب بحراني تعذب ... كل شاب بحراني اعتقل ... كل شاب بحراني فصل من بعمله بسبب الثورة .... هو تاج رأسي و أفتخر به كما لم افتخر بأي شخص سابقا .

أفتخر بنسائنا .... أصبحت صورة الفتاة البحرانية بعبائتها في الاعتصامات و المظاهرات .... أجمل لدي من جميع جميلات العالم .

أفتخر بشهدائنا كلهم منذ الخمسينات إلى اليوم .

هذا هو ما أفتخر به في وطني البحرين .