(07-21-2011, 01:53 AM)Kairos كتب:  [quote='ابانوب' pid='1026805320' dateline='1310949898']
[quote='Kairos' pid='1026804586' dateline='1310643831']

اقتباس:

احترم نفسك يا ابانوب.

هذه ليست انحرافات عن القاعدة؛ وحجج النصوص الحاضة على المحبة والتسامح، تضحك بها على الطفالى والبسطاء؛ بل انت تعلم بأنها لا تساوي قرشاً: في المسيحية، القديسون انشأووا كنائساً، لكن الكنائس انشأت أجيالاً. لذا إذا ما اردنا ان نقارن، فلا نقارن نص بنص، لكن تاريخ بتاريخ. وتاريخ المسيحية هي الكنيسة وليس الكتاب.
المسيح قال اعطوا املاككم للفقراء؛ لا تقاتلوا؛ لا تعاقبوا الزناة؛ لا تذهبوا الى الكنائس. هل هناك من يتقيد بما قاله المسيح، من المسيحيين؟
دعني ازيدك، هنا في لبنان هنالك من يسمون بالكبوشيين —اتباع الطوباوي يعقوب الكبوشي— وشبيبة القديس مار فرنسيس الأسيزي؛ هذه الجماعة تمجد تاريخ القديسين الأوائل، وتدعو الى الفقر والزهد تيمناً بسيرة المسيح الزهدية، وهي قريبة جداً من المتصوفية؛ هل تعلم بأن البابا اعتبر هذه الجماعة التي تدعو الى التيمن والتقيد بسيرة المسيح، فرقة مهرطقة... لهذا السبب بالذات: الزهد —أي العمل بحسب نصوص الإنجيل؟
المسيح قال لا تحاكموا كي لا يحكم عليكم؛ بالطبع هذه الكلمات ما كان لها اي صدى ايام محاكم التفتيش، اليس كذلك يا ابانوب؟
بالطبع انك اكيد تعلم مثلاً عن المستوطنات في امريكا الشمالية واللاتنية، مستوطنات الإستعباد، الم يكن الكهنة والقساوسة على رأس مستوطنات الإستعباد؟ الم تحارب الكنيسة الكاثولكية كل محاولات الغاء العبودية؟
إذا كانت نصف المصيبة في الإسلام، فنصفها الأخر في المسيحية.

فلتكن براءة الطفل ابانوب مثلاً لك يا ابانوب، لا تحرف التاريخ. مظلوميتك تكفي لجذب المؤيدين لأحقية قضيتك، لكن لا تُلمَّع ما لن يلمع.[/size]

يا كيروس النص الدينى هو المرجعية وهو الدال على هذا الدين أو ذاك فلا تحاول أن تتهرب من الفارق الشاسع بين النص القرآنى الداعى الى القتال والقتل وسفك الدماء والنص الإنجيلى الداعى الى السلام والصفح والمغفرة ومحبة الأعداء .

أما مسألة انتقائيتك فى عرض التاريخ المسيحى واختيار العصور الوسطى المظلمة فى أوربا مثلاً وتغاضيك عن عصور كثيرة مشرقة فى عمر المسيحية .. وعلى سبيل المثال الثلاثة القرون الأولى فى عمر المسيحية وهى كانت تمثل انقى عصور المسيحية لأنها كانت قريبة زمانياً من زمن السيد المسيح وكان عدد الشهداء فى تلك العصور يفوق العصور على أيدى الدولة الرومانية حتى أن أيدى الجنود الرومان كلت من كثرة تقطيع رؤوس المسيحيين وسيوفهم تلمت وتلفت حتى تحولت الدولة الرومانية الى المسيحية نظراً لبسالة المسيحيين فى تمسكهم بإيمانهم القويم ورفضهم لعبادة الأوثان وصارت دماء المسيحيين هى بذار المسيحية ..

وعلى العكس من ذلك نجد أن انتشار الإسلام والمحافظة عليه من الإضمحلال تم عن طريق الغزوات سواء فى حياة محمد أو بعده ثم الحروب الكثيرة التى تلت موته مثل حروب الردة التى قادها ابا بكر لكى يجبر العرب على عدم الارتداد عن الإسلام بعد موت محمد .. ثم احتلال مصر وشمال افريقيا واسبانيا والشام والعراق وبلاد الفرس وغيرها من بلاد الشرق الأوسط .

ثم تتجاهل يا كيروس أن مؤسس الرهبنة الأنبا انطونيوس أسسها على اساس الفقر الإختيارى والزهد فى العالميات وانكار الذات والبتولية .. وهذه المبادئ هى أسس الرهبنة فى كل انحاء العالم حتى اليوم .

نظرتك الإنتقائية يا كيروس غرضها هو تشويه المسيحية بأى طريقة لكى تتساوى المسيحية مع الإسلام فى نظرك ويصير كله عند العرب صابون .. وهذا ما تبرر به لنفسك والكثيرين أيضاً رفضهم للمسيحية من حيث أنها دين من الأديان كالإسلام واليهودية .

ولكن المسيحية هى المصالحة مع الله .. هى محبة الأعداء .. فنحب ونسامح المسيئين كما أحبنا وسامحنا الله ..

وأى حب أعظم من هذا أن يبذل أحد ذاته لأجل أحبائه .. صدق ولابد أن تصدق : الله فعلها وكفر عنا خطايانا على عود الصليب .. كفر بنفسه لنفسه بواسطته .. وبقبولنا لهذا التكفير والإيمان به نحصل على نعمة ان نكون ابناء الله بالتبنى وننال نعمة المصالحة معه ومغفرة خطايانا بدمه الإلهى الكريم وننال خلاص نفوسنا والحياة الأبدية .

هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكى لا يهلك كل من يؤمن به .