{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
التطير والنبوءة والاعتقاد في مملكة آشور
طريف سردست غير متصل
Anunnaki
*****

المشاركات: 2,553
الانضمام: Apr 2005
مشاركة: #1
التطير والنبوءة والاعتقاد في مملكة آشور
لازالت تنتشر بيننا الاعتقادات بالفأل والطالع وقراءة الكف والخرز الازرق والتطير والسحر والتعويذات والارواح الشريرة والجني الطيب والجني الشرير والقراءة لاخراج الجني الذي يركب الانسان وحتى يتزوجه. وقوة تجذر هذه الاعتقادات ترجع في الحقيقة الى عهد قديم من تاريخ منطقتنا وتصل الى فترة السومريين المبكرة، غير اننا نجد تطورها الى مستويات اعلى في فترة المملكة الاشورية التي نستعرضها.

علم الفلك والعلاقة مع الالهة
حسب المخطوطات الاشورية يبدو ان الالهة كانت على الدوام ترسل العلامات لتكون رسائلها الى الملك الاشوري، حيث تعبر فيها عن رضاها او غضبها من الاوضاع. تقريبا نصف الوثائق التي جرى العثور عليها تتحدث عن احداث وعلامات على غضب الرب جرى ملاحظتها في السماء او على الارض واستدعت التطير. العديد من الفلكيين الموزعين على نقاط مختلفة في المملكة الاشورية والبابلية كانوا مشغولين بحراسة الفضاء السماوي لصالح الملك، مما كان يبرهن على سعة تأثير مشاعر التطير على الحياة اليومية. قصة النبي يونس الذي جاء الى نينوى بنبوئته سببت تطيرا واسعا في المملكة وتقدم مثالا نموذجيا على طريقة تأثير التطير وكيفية تعاطي الانسان معه بجدية حتى لو جاء عن آلهة الاخرين. كيف كانوا يجتمعون لتفسير مجمل معاني العلامات التي انشغل الله بإرسالها اليهم؟ وكيف كان الملك يختار التنبوءات الافتائية الصحيحة للوصول الى قرار سياسي يحظى برضى الاله ودعمه، على الرغم من ان التبوءات كانت سيل من المعلومات المتناقضة ؟

علامات آتية من السماء

من حيث ان القمر والكواكب كانت تتحرك ببطء بمدارات على خلفية النجوم وصفحة السماء الثابتة كانت تبدو للاشوريين وكأنها حركة راقصة لها هدف ومعنى وغاية وكأنها ساحة حرب مخطط لها بها هجوم وانسحاب ( وهو المعنى ذاته الذي كان العرب يفهمون من خلاله حركة الاجسام السماوية في عهد النبي، ومثال على ذلك نجمة الغول) .

مدينة بابل كانت تملك نظام مراقبة دائمة للسماء منذ القرن الثامن قبل الميلاد مهمتها فك الطلاسم المعقدة لحركة الكواكب بالترابط مع الفصول وإستحضار المعنى السري لحركة الكر والفر الدائمة. غير ان نخبة القصر الاشوري في القرن السابع قبل الميلاد لم تكن في وضع يؤهلها لاستخلاص استنتاجات خارج اسقاطات بيئتها البشرية. التفسير تصوروه ان الالهة تستخدم النقاط المضيئة المتحركة لكتابة مخططاتها عن مستقبل الاحداث على الارض وسير الفصول من خلال تحريكهاالاضواء الى ازمان محددة، وبالتالي فالقدرة على قراءة كتابة الالهة يفتح الطريق لقراءة المستقبل. ومن حيث ان كل كوكب كان في ذاته احد افراد الالهة من وجهه المضيئ، انطلاقا من تصورهم ان الالهة هي النور، لذلك فإن صفحة السماء في الليل تعكس لنا زاوية من زوايا جدول حركة تقرير القدر الالهي حيث يجري تصميم مصير الارض.


[صورة: 0196-2-1.jpg]
الصورة اعلاه للملك آشور بني بعل وهو يلبس قلائد الارباب الاربعة المعنيين بعلامات السماء وهم الرب سين (حركة القمر) والرب شماش (الشمس) والرب حداد (الريح) وعشتار ( حركة الكواكب الخمسة) عثر عليه في قصره في نمرود ويقف امام شجرة المعرفة

حكماء آشور لم يتركوا لنا اثارا تتحدث عن طريقتهم في فهم حركة الالهة ( الكواكب) في مسرحها السماوي عدا ماوصلنا عن مركز الملاحظة في نينوى حيث الملاحظين كانوا يعملون في مجموعات كل منها مؤلفة من عشرة اشخاص.
بعض الاحداث على صفحة السماء كان يجري التطير منها وتصبح علامة سيئة الدلالة وغالبا تأتي هذه العلامات في الصباح الباكر عند الفجر او في المساء عند الغروب، اي بالذات في اللحظة الاولى و الاخيرة من ظهور او اختفاء القمر والكواكب والنجوم، الذين يشكلون الشخصيات الالهية.

احداث اخرى مثل الكسوف والخسوف يمكن ان يحدثان في اي وقت من الليل. ولكن تماما مثل حركة الكواكب لايمكن للمراقب العادي فك تشفير الاشارات السماوية حتى لو كانت ممكنة الرؤية بالعين المجردة.

جميع الاحداث الغير نمطية كانت تفسر على انها علامات تهديدية سيئة، ويجري التطير منها، وفك شفرتها ( اي المعنى الذي تضمنه من وجهة نظر قراءة الطالع) يجري توثيقه في موسوعة كبيرة تسمى Enuma Anu Enlil ( تعني: ايام آنو وانليل) وهو نوع من ارشيف للظواهر الفلكية ومعانيها التي يفتي بها الكهنة لتصبح نوعا من كتاب قتاوي وكل واحدة من الظاهرة مع تفسيرها تسمى آمين (هل هي مصدر كلمة امين الدينية اليوم!!) ، ليصبح الكتاب نوعا من الصحف المحفوظة المقدسة حيث فيه علامات مرسلة من قبل الالهة، ومنه تستخلص استقراءات منمطة تصف مقاصد الالهة . هذه التنبوءات المسجلة على حوالي سبعين خرطوشة طينية جرى تصنيفها في مجموعات على اساس الزمن ومكان الظاهرة التي جرى ملاحظتها.
مثلا الخرطوش 59-60 يتكلم عن سلوك كوكب الزهرة على مدار السنة وتأثير هذا السلوك على حياة الانسان، كتعبير عن مقصد الرب من هذه الحركة.

يقول هذا الخرطوش:" إذا ارتفعت الزهرة الى موقع آ ب ( يعني الشهر العاشر بالتقويم الاشوري): سيكون المطر غزير وسيكون هناك مجاعة واضرار.
إذا كانت الزهرة في الشهر آ ب ( الشهر الخامس، بالتقويم الاشوري، ويطابق الشهر السادس-السابع بالتقويم الميلادي) ولها على الدوام ( فلاره: مجهولة المعنى) بيضاء: المجاعة ستجتاح البلاد او الملك سيصبح اقوى والارض (..؟).
إذا كانت الزهرة في الشهر آ ب وكانت مظلمة على خط الافق او دخانية: ستكون نهاية عيلام. واللقاء بجيشها سيحدث في ذلك الشهر او سيحدث بالسلاح.
اذا الزهرة كانت مظلمة في آ ب: الملك سيكون عظيم والارض تكون خصبة.

في الوقت الذي استخدم منجمي الملك قسم صغير من تنبوءات هذه الانسكلوبيديا الفلكية والتنبوئية في إدارة شؤون القصر نجد ان الفلكيين كانوا يستخدمونه في حدوده القصوى بل واضافوا المزيد من التنبوءات الجديدة اليه على ذات النمط . نرى ذلك على خرطوشين طينيين عثر عليهم في مكانين مختلفين وعليهم تنبوء (فتوى) ليس موجودا في " الانسكلوبيديا الكبرى الاصلية" يقول الخرطوش:" إذا اختفت الزهرة للغرب في الشهر آ ب من اليوم الاول الى اليوم الثلاثين ستهطل الامطار والمحصول سيكون وفيرا".

نرى ان هذه الفتوى او النبوءة التي جرى اضافتها لم تكن موجودة في معجم الفتاوي ولكنها من نفس النمط، غير انها تقدم شئ جديد ومتناقض مع فتوى سابقة لها. على العكس من الفتوى السابقة تتضمن هذه النبوءة امطار ومحصول وفير عوضا عن الاضرار. بذلك نرى انه على الدوام بالامكان تعبئة الفراغات في الانسكلوبيديا الافتائية بملاحظات جديدة من ارض الواقع.

علامات إلهية آتية من الارض

الالهة ارسلت ايضا علاماتها ورسالاتها على شكل ولادات غريبة ( مشوهة) واحداث ارضية اخرى نتائجها كارثية وجرى تسجيلها في خراطيش انسكلوبيدية اخرى تسمى شوما ازبو وشوما آلو Šumma izbu, Šumma alu.
الاحداث في هذه الجداول التأريخية اقل منهجية على الرغم من ان مواطني المملكة الاشورية كان مطلوب منهم تقديم تقارير الى القصر عن الاحداث التي تشكل تهديدا عاما محتملا على الامة. نلاحظ ان حكماء القصر كانوا غير متحمسين كثيرا لآمينات ( فتاوي) الاحداث الارضية بالمقارنة مع اهتمام الملك ايشا هاردون لها. في رسالة من الملك ايشا هاردون الى مستشاره وكبير علمائه في شؤون الطقوس والهزات الارضية Issar-šumu-ereš نجده يعنفه لتسلل نمس الى القصر بعربة المستشار ويسأل المستشار الفلكي بلاسي عما إذا كانت توجد آمين تخص الغراب إذا دخل البيت وسبب التطير لدى سكانه. وكان ينظم مباريات لقراءة "شوم ايزبو" على نمط مسابقات قراءة القرآن اليوم.

[صورة: 0196-2-2.jpg]هذه الصورة جزء من آمين عن علامات الارض، من مجموعة شوما الو، وتقول" إذا كانت البلدة على هضبة ( عند ظهور العلامة) فإن سكانها سيعانون من الكآبة".

وقد وصل تشاؤم وتطير الملك الى حدود انه حتى المستشار الفلكي لم يعد يتحمل هذا السلوك الملكي فرد على اسئلته قائلا:" وعن سؤال الملك عما إذا كان هناك آمين جاهزة تفتيه في معنى إذا سقطت صاعقة على مدينة ايهومبا وعبثت بالارض الاشورية، اجيب: لماذا تبحث عن المشاكل؟ ولماذا يراني الملك ( في بحثه) وكأنني دفة السفينة؟ لايوجد شر في القصر، والملك لم يزر في حياته ايهوميا ولا مرة واحدة( فماذا يعنيه من الامر)؟".

يتبع: طريقة اتخاذ القرار في القصر

07-28-2011, 10:50 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
التطير والنبوءة والاعتقاد في مملكة آشور - بواسطة طريف سردست - 07-28-2011, 10:50 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
Brick مملكة بفش ومكة وبكة الافريقية ومحمد الاسمر الفكر الحر 1 2,868 04-06-2011, 05:19 PM
آخر رد: الفكر الحر
  مملكة أوغاريت ugarit 4 2,417 09-08-2008, 10:51 PM
آخر رد: محمد يوسف

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS