عود علي بدء ، عدنا الى اسوأ مما كنا ، وبعيدا عن جهابذة التنظير والفكر الذين يعيشون في ابراجا عاجية بين المناهج النظرية والاطر الحلزونية ، وبعيدا عن الاتهامات بالتخوين او العمالة ، فكل منا يعتقد انه علي صواب ، وهذا الصواب يأتى اليه من تحليله هو للمعلومات بين يديه ، فهل نحن في عصر المعلومات فعلا ؟ هل نعرف كل شيىء ؟ وهل ما يقال لنا ويعلن علينا هو ما يتم تنفيذه بالفعل ؟ فمثلا عندما يقولون سوف نسلم الحكم لسلطة مدنية منتخبة ، هل لى ان اصدقهم وافترض بهم حسن النوايا بينما الواقع يتناقض مع ذلك .

حزين للتغييب المتعمد او غير المتعمد من الكثيرين ، الذين يصفون انفسهم بالمفكرين وهم لا يمارسون الا نوع من (النيك التنظيري) لترسيخ الاستبداد . ولم يقرأ احد فيهم الاعلان الدستورى الصادر من المجلس والذي يكشف بعد تحليله انهم باقون وناكون (نكون او لا نكون) ناكون يا ريس .
واذا كان هذا امر مفكرينا فماذا عن رجل الشارع الذى لا يمتلك لا المعلومات ولا الفكر الذي يسمح له بتحليل هذه المعلومات ؟
بديهيات المغيبين
* المجلس العسكري لم يستخدم العنف ضد المتظاهرين . خخخخخخخخخخخخخخخخخ
* المجلس العسكري ايد الثورة ايمانا بمطالبها المشروعة . خخخخخخخخخخخخخخخخ
* المجلس العسكري سيسلم الحكم لسلطة مدنية منتخبة . خخخخخخخخخخخخخخ

ولأن آفة البشر ، ان كل منا يعتقد انه علي صواب ، وكل منا يعيش في كهفه الخاص به الا القليل الذين يخرجون من عالم الخيالات ومن الكهف الافلاطونى ليروا الحقيقة مجسدة لا اشباحها ، فأن الحقيقة الموضوعية لن تظهر في مصر للجميع الا بعد سنتين من الآن ، عندما تستتب الامور وتنكشف النوايا .

انا انسان طور الله في برسيمه ، انا وغيري كثيرون مثل نوح ، يرون طوفانا قادما ويرانا المتحذلقين مجانين ، عاطفي جياش مفتقد للحس الفكري متناقض مع التفكير المنطقي ، عندما يأتي الطوفان سوف يعلم الجميع اين الحقيقة الموضوعية لا التنظيرات والردود عليها .