عزيزي Sheshonq
أشكرك على كرم أخلاقك .
في الحقيقة طرحت هذا الشريط لمشاركة الزملاء في رؤية أراها كاشفة لظاهرة انتكاس الإنتفاضة المصرية ، يدفعني إلى نقد الثورة / الإنتفاضة المصرية رغبة في انقاذها من نفسها . لقد دفعت مصر ثمنا باهظا و لكنها حصلت على القليل .
أما أن يتشعب الموضوع إلى علاقات الجوار فهذا طبيعي أيضا ، فالمصري أشبه بمن يفيق على واقع كان يعيش فيه دون أن يدركه ، لهذا فكل شيء خاضع للمراجعة ،وهذا شيء لا اعتراض لي عليه بل أراه جيدا و مطلوبا .
لا أزعم أني أعبر عن أحد سوى نفسي ، لهذا لا أستطيع التحدث بلسان المسيحيين العرب أو المصريين ، رغم تعاطفي و محبتي لهم كشركاء أصلاء في الوطن و الأمة العربية . فقط أحب أن أقول أننا كمسلمين حداثيين نتوق أيضا إلى دول مدنية علمانية ،و أن انفتاحنا على شعوب المنطقة لا يجب أن يكون على حساب الأقليات الدينية أو المذهبية ، بل أن انفتاحنا على تركيا سيعمق فينا كمصريين خاصة مفهوم و ممارسات الدولة المدنية ذات الأغلبية المسلمة . تركيا و إيران لديهما تجارب جيدة في تبنى العلم و التكنولوجيا في مجتمعات شرق اوسطية ،وهذا ما فشل فيه العرب و المصريون خاصة بلا سبب مقنع ، سوى ربما الفهلوة التي نصر عليها رغم أنها لم تحقق لنا شيئا !.
بالطبع الصورة لن تكون وردية تماما ،و علينا جميعا أن نبذل جهدا خارقا ،و لكن لا يمكننا أيضا الإستمرار في الحياة بنفس الطريقة التي نتبعها الآن ،و التي لن تقودنا سوى إلى التخلف و الضياع و الفشل ،و لنتذكر أن سياسة الإنعزال التي نتبعها لم تحسن من الوضع الطائفي في بلادنا بل جعلته يتفاقم ، فلا علاج هناك أفضل من الحركة و طرح الجمود و الأفكار العتيقة .