بقلم/ فارس اللواء

هذا تعقيب مني علي ما حدث من سحب سفراء دول الخليج لسفرائهم من دمشق..

في البداية هذا تحليل مختصر لوضع النظام السوري السياسي لننظر سويا للوضع الإقليمي والسياسي ثم سنصل سويا إلي تحديد مدي ضرر تلك الأفعال الخليجية والتي أراها في قمة الغباء السياسي لأقصي درجة، وهذا يثبت وبجلاء بأن حكومات الخليج ليس أمرها بيدها وأنها فاقدة الاستقلالية..

النظام السوري يحده بنسبة أكثر من 60% من مساحتة الجغرافية حلفاء مناصرين وداعمين له ضد الثورة السورية، باختصارهم (إيران ولبنان والعراق) ولو استثنينا الأردن لكونها طرفا مستقلا لن يقدم علي أي إجراء به تحالف مع مجلس التعاون...بالإضافة إلي كون ملك الأردن لم يقدم علي أي خطوة توضح موقفه بشأن الثورة السورية....وهذه لها مجال آخر أعتقد أنه يرتبط بتوازنات الحرب والسلام في دول الطوق..وقد ظهر ذلك وبجلاء في أزمة درعا رغم أنها قضية أمن قومي لدي الحكومة الأردنية.

هذه هي الدول التي أشرنا إليها هي الأكثر فاعلية في تحديد ماهية تهديد النظام السوري، يعني بمعني أصح لو انت عايز تضغط علي النظام السوري فلن ينجح هذا الضغط إلا باشتراك أحد هذه الأطراف بالإضافة إلي النظام التركي..يبقي إنت كده عملت عليه "كماشة" سياسية هاتستطيع بيها إنك تدعم أي تمرد مسلح فيما لو تم تبنيه رسميا، أو حتي أي هجوم عسكري وطرق نقل المعدات أو الآليات ساعتها سيصل حجم التهديد للدرجة القصوي لديه..

يعني موضوع سحب السفراء دا أكثر المضارين منه هم الخليجيون أنفسهم وبالذات النظام البحريني الذي ارتضي لنفسه اتباع السعودية في الخير والشر، هذا النظام-البحريني- لديه ثورة ضده تكاد أن تطيح به.. وقد وقف النظام السوري داعما له في تصريحات وليد المعلم الذي أثني فيها علي النظام البحريني وأيد تدخل درع الجزيرة، ماذا لو تدخل النظام السوري سواءا بحلفائه أو بخلاياه النائمة بكل قوة في البحرين إضافة إلي قوة العراق وإيران الإعلامية والسياسية..تخيلوا انتوا ماذا سيحدث..