الارنب والسلحفاة هما مظاهر فروع متعددة عبر شجرة الحياة القائمة على التغير والاختبار وإعادة التغير للوصول الى النموذج الافضل في الظروف الواقعية..
ومن المثير انك قدمت نموذج السلحفاة الذي يعود بأصله الى عصر الديناصورات ( مثل التمساح) في حين ان قنديل البحر يعود الى عصر اقدم منهما.
افلات السلحفاة والتمساح من التعرض لمصير الديناصورات وبقائهم على ذات التصميم تقريبا يدلل على ان خصائصهم كانت متقدمة بما يكفي بالنسبة للتحديات التي تعرضوا لها وبعد انقراض اعدائهم الطبيعيين ( الديناصورات) اختفت المحفزات لفرض تغييرات جديدة، او بتعبير اخر لاصطفاء تغييرات جديدة تختار خصائص جديدة ولذلك فالخصائص القديمة بقيت قائمة مبرهنة على افضليتها امام عوامل التغيير وانعدام الاعداء الطبيعيين او في انتظار ظهورهم من بين ورثة الديناصورات.

وكما نعلم لاتملك السلحفاة البرية اليوم اعداء طبيعيين قادرين على الالتفاف على دفاعات درعها، وبالتالي جرى انتقاء تصميمها البيلوجي من فضيلة الدرع وليس السرعة. ولكن ذلك يعني ايضا انها تمكنت من الوصول الى تصميم ناجح في وقت تاريخي مبكر بالمقارنة مع الارنب، وبالتالي كان لديها من الوقت لتراكم التحسينات في المجالات الاخرى، بما فيه مناعاتها الحيوية ضد الامراض عوضا عن هدرها على المنافسة مع الاعداء الطبيعيين في سباق التسلح للدفاع من اجل البقاء كما هو الحال مع الارنب. وبإختفاء الديناصورات اعتقد انه اختفت التحديات الحقيقية التي كانت تواجهها (الى حين ظهور الانسان على اي حال).

من جهة اخرى يمكن ان تكون ايضا قد حصلت على مساعدة بزيادة طول العمر من قانون فيزيائي اخر يشير الى ان الساعة البيلوجية تتأثر بطول وقصر الحركة، فكلما قلت الحركة يزداد العمر وكلما ازدادت الحركة يقصر العمر. يرتبط ذلك بدواعي استهلاك الطاقة وبالتالي اطلاق البرتيكلات الحرة.

وبشكل عام السلحفاة تنحدر من الزواحف التي تعتبر اقدم بيلوجيا من الثدييات، وبالتالي فخصائصها المتقدمة ملكت وقت اطول للتراكم والاختبار مما هو عليه الحال مع الارنب الذي يعتبر حديث تاريخيا وبيلوجيا. وبالتالي كانت السلحفاة على رأس هرم التطور قبل ان يظهر الارنب وبقيت في مكانها تراوح في انتظار صعود الاخطار الجديدة الى مستوى التهديد .. ولكن حتى الان لم ينشأ عدو طبيعي يهدد ملكاتها الدفاعية غير الانسان

في حين ان الارنب تعرض لمسيرة تطور مختلفة تماما ومترابطة مع تحديات من نوعه وفي مستواه وتطورت بالارتباط مع تطوره لهذا السبب النتائج مختلفة