مسلم،
حداثة الاسلوب القرآني تختلف كلياً عن مستحدثات الادب الحديث، فالتدريج الحديث كان نزولاً (من ناحية لغوية)، وتمت اضافة القوالب الاسلوبية طبقاً لحاجات تطورت مع الزمن، كالتسلسل في النثر، او الشكل في الشعر الحديث، بينما ابتداع الاسلوب القرآني في تلك الحقبة كان معجزاً، سواءاً لغوياً ومضموناً...
تطور اساليب الادب لم تكن على ايدي اشخاص بعينهم، انما كانت بتنقيح تتابعي سببتها الظروف كضعف التمكن من اللغة وغياب عادات كانت تدور حولها محاور الشعر، كالبكاء على الاطلال ووصف المعارك والتباهي القبلي...
لغة محمد صلى الله عليه وسلم لا ترفعه لمرتبة اديب أو شاعر، وهذا من البديهيات، والا لغاب عنصر الفن لسهولة استخدامه من قبل أي فرد متحدث، وان نظرنا الى تاريخ محمد صلى الله عليه وسلم قبل البعث، فلن نجد اثراً يدل على تمكنه اللغوي الشعري أو قدرة خطاب ارتجالي، في حين برزت رؤوس في تلك الفترة، أهمها كعب بن زهير وامية بن ابي الصلت وعلى بن ابي طالب واخرين...