ارغمت نفسي على مشاهدة الحلقات الاولى لمسلسل في حضرة الغياب الذي يتناول حياة الشاعر الفلسطيني محمود درويش باعتبار ان الشاعر المرحوم كان له اول اثر شعري في حياتي (الثورية) ايام سنين المراهقة التي لم اعشها ولا عايشتها كمراهق يعشق صبية الحي ويكتب لها الخواطر ، ولم يكن بيني وبين بندقية الثورة الفلسطينية لا ريتا ولا بنات عمومتها او خالاتها ، ومن قبل ان يغنيه مرسيل خليفة .

واعترف اني كنت اتوه منتشيا كصوفي مولوي يدور حول مركز الكون عند قراءة قصيدة اجمل الامهات واقول في نفسي متى ستبكين يا امي دمعتين ووردة

بصراحة ما شاهدته شكل لي صدمة اهانت ذاكرتي ، فاضافة الى ضعف الممثل الذي اراد ان يتقمص الشاعر درويش في نطق اللغة العربية السليمة خاصة في الشعر ، شاهدت تشويها حقيقيا وتسطيحا وتمييعا لشخصية محمود درويش التي كانت في مخيلتي ، وسمعت شعرا متخلخل الايقاع ، ورأيت افتعالا في تناول الصراع العاطفي للشاعر بين حبيبته ريتا اليهودية وبندقية الثورة

عمل رديء ، واسلوب حواري فاشل لا يتقبله مبتدىء في فن التمثيل ، وسخافة طالت حتى شخصية سميح القاسم الشديدة الاستقامة ، وممثلون من فرط نعومتهم تراهم اقرب الى النساء من الرجال

سألتني زوجتي البارحة : شو عم تحضر مش هيدا مسلسل محمود درويش ؟
فاجبتها : لا هيدا مسلسل نانسي عجرم