حول تصريحات الأسد الأخيرة بوقف العمليات العسكرية

يظهر أن بسام تعبان، و اعصابو محروقة مما يفسر قلة مشاركاته ونقله لأخبار الثورة السورية كما عهدنا عليه منذ اندلاع الثورات العربية.

الحقيقة أن الأيام تتوالى و الجمعة تتكرر وراء الأخرى و همة إبطال سوريا لا تكل و لا تمل.

و من الجهة المقابلة النظام يتابع قمعه الإجرامي للتظاهرات، يتابع إرهابه بتخويف الأهالي بإطلاق الرصاص و القصف العشوائي، بعمليات القنص و الاعتقال و بتطبيق العقوبات الجماعية بحق المناطق المنتفضة. يحاصر المدن، الواحد تلو الأخرى بالحواجز و الدبابات.

الإعلام يتابع أكاذيبه و ترديده لنظرية المؤامرة الكونية التي تخطط للإيقاع بنظام الممانعة، و تبرر موقف النظام بسبب العصابات المسلحة .

من عناوين الأيام القليلة الماضية
ـ استعمال البحرية لأول مرة بعمليات القمع، "أن تجاهلنا حكاية البارجة الألمانية"
ـ المساس بالفلسطينين مما اثأر نخوة العديد من الأشقاء الشرفاء.
ـ المظاهرات الحلبية تأخذ قالبا جديدا.
اليوم يأتي تصريح اوبما الجديد بطلبه من الأسد التنحي، هذا التصريح احدث ردود فعل صحفية كثيرة، بالنسبة لي أحسست انه كلمة إدانة جديدة تضاف الى قاموس الإدانات و المواقف الكلامية.

الخبر الذي اثأر انتباهي أكثر من غيره هو إعلان الأسد عن وقفه للعمليات العسكرية....
لا نعرف ماذا سيحصل وراء هذا الإعلان، و غالبا انه لن يختلف عن إعلانه عن وقف حالة الطوارئ.

و لي وجهة نظر متواضعة حول هذا الإعلان، إذ أقراء به رد فعل لضغط يأتي من الكرملين.

نعرف جمعيا أن روسيا تقف سنجق عرض بوجه مشاريع إدانة النظام السوري بالمحافل الدولية، و لكن معطيات العصر تبدلت، فروسيا اليوم تختلف عن الاتحاد السوفيتي، عندما كان هذا الأخير يدعم الأسد الأب، كان هذا سلاح من أسلحة الحرب الباردة، اليوم روسيا تختلف، فهي تحاول اللحاق بالمعسكر الغربي. عندما تأخذ على عاتقها حماية الأسد الابن و مده بالسلاح، لن تتخلى عن نظرها البعيد، و لا اعتقد أن لها مصلحة على المدى البعيد بدعم نظام بدأ يتهاوى.

صفقات الأسلحة التي تمد بها روسيا الأسد اليوم، تصوري أنها تدر عليها مردودا لا يستهان به، و لكن الخزينة ستفرغ.

مصالح روسيا بدعم الأسد بدأت تتلاشى أمام شبه الإجماع العالمي على إدانته.

تصوري أن روسيا تقوم بالضغط على الأسد خلف ستارة الإعلام و و كواليس التصريحات، تريد الحصول منه على خطوات و لو ظاهرية، لكي تبرر وقوفها جنبه بالمحافل الدولية.

تصوري أن تصريح الأسد بوقف العمليات العسكرية ليس سوى رد على الضغط الأتي من الكرملين.

و عندما نعرف مدى اعتماد الأسد على الجيش بتطبيقه للحل الأمني، ندرك النتائج التي قد تترتب عن هذا التصريح.
فأن أوقف فعلا العمليات العسكرية و تلاشت بذلك قبضته الأمنية، سيفقد سيطرته على الوضع
و أن لم يوقفه، سيظهر أن كاذب ومخادع أمام حلفائه بالكرملين..

ترى هل سيأتي أول مسمار في نعش النظام من الكرملين؟؟

نقطة مهمة: ترد الكثير من الأنباء عن تسليح النظام لأبناء الطائفة العلوية، فهل هذه مبادرة لإشعال الحرب الأهلية، و اتخاذ ذريعة جديدة يبرر تراجعه عن قرار إيقاف العمليات العسكرية؟؟