زميلي ابو خليل أسابيع و أنا أمارس تعذيبا ذاتيا بقراءة مداخلاتك ومعك الزملاء رحمة العاملي والسلام الروحي ، ما كان يخفف عني هو لحظات ضحك على الغباء كنت انخرط فيها من حين لاخر ، لايتعلق الامر بغبائكم لا سمح الله بل غباوتي حين اكتشف كم كنت غرا و هاوي سياسة حين اصطففت من دون تردد قبل سنوات أدافع فيها عن السيد حسن وما يسمى بالمقاومة ضد خصومهم السياسيين في لبنان او خلال الحرب الحزب اللهية الاسرائيلية الاخيرة ... يا إلهي كم كنت غبيا والحمد لك انني صحوت من سكرة الشعارات الزائفة حول الممانعة والمقاومة والبطيخ المبسمر قبل ان اقابلك ..
عزيزي ابو خليل اسمعها من مغربي في اقصى اطراف العالم العربي .. ما حدث في مصر هو ما يحدث في سوريا وهو نفسه ما حدث في البحرين وليبيا واليمن بل هو أنبل منها جميعا ما دام هذا الشعب يحارب من اجل حريته وحيدا ويقاوم كل محاولات جره الى مستنقعات الطائفية التي يقوم بها النظام السوري وانصاره في لبنان وايران وحتى نكون منصفين بعض السلفيين من عملاء بشار قبل السعودية من الخارج واستدراجه الى السقوط في الفخ الليبي بتحوله الى ثورة مليشيات مسلحة .. المشكلة انه بعد ست شهور صمد واضطر المنتظم الدولي اضطرارا ان يخرج بموقف صارم البارحة بعد ان استهلك بشارك كل المهلات التي منحت له (امتياز حرم منه مبارك وبنعلي) .. مهل منحت له لان الغرب لا يريد ان يسقط نظاما منبطحا يحرس حدود اسرائيل الشمالية مهما غلفتموه بشعارات الممانعة والمقاومة ..
طبعا لاشك لي بعد ان تأكد لي منطق الطائفة اولا الذي تسيرون به جميعا متدينين ومدعي علمانية الا من رحم ربك ، أنك ستكون اول المساندين للثورة حين تنطلق أجلا ام عاجلا في بلدي حتى لو رفعنا رايات اسرائيل و رفعنا على الاكتاف سفراء امريكا وفرنسا في مظاهراتنا .. ستكذب ما ترى في الشاشة و نشرات الفضائيات رغم ان المستهدف نظام علوي مثل سوريا بفرق انه علوي السلالة وليس علوي العقيدة والطائفة .. ستجد لنا ألف عذر مثلما اهملت في مقارنتك التحليلية في مداخلتك فوق للنقاش الذي يدور الان في مصر الثورة من حديث حول تمويل امريكي او سعودي لبعض قوى المعارضة التي تتهيأ للوصول الى السلطة في الشهور القادمة في مصر . .
وهكذا أتفهم رد فعل الزميل المصري في تعليقك على مداخلة الاستاذة رغدة (منيح هيك مثلما اعتادوا في التلفزيون تسمية الفنانين) على انها انفعال ثائر من أرض الثورة مثلما اتفهم تهجمك على اللي نفضوه ومقارنتك البائسة بين ما حدث في مصر وسوريا لصالح تبخيس دماء الثوار الشوام بأنه فورة شبيح اعلامي يكمل عمل الشبيحة على الارض بالدعم والاسناد في العوالم الافتراضية ..

---

يقول أبو خليل :
(الاحمق هو الذي لا يستطيع ان يفرّق بين ثورة مليونية هب فيها الشعب المصري هبة واحدة في جميع المدن المصرية) ..

ونقول الاحمق هو الذي يدلس ويزيف الحقائق وهي لازالت طرية، يعني لا تتذكر كيف ان الوجه القبلي اي الصعيد وهو يضم جنوب العاصمة وانت نازل في اتجاه السودان كان تقريبا خارج الثورة وفعالياتها ولم يتحرك وبشكل محدود الا بعد ان تأكد ان الطوق التف تماما على عنق مبارك !. هذا رغم ان الكل في الداخل وكذا المتابعين في الخارج راهنوا على حمية الصعايدة وانهم ثوار جينيا وكيف انهم مرشحون ليكونوا عماد الثورة ..