عندما نقول أننا ندرك حتمية الموت، فهل نعني ما نقول؟
أظن أن الإجابة ليست بنعم أو لا، لأن للإدراك درجات متفاوتة، وللموت مفاهيم متعددة.

ولكن، هل حقاً أن نظرتنا إلى الحياة وبالتالي طريقة تعاملنا معها تتأثر بمدى إدراكنا لحتمية الموت؟
ربما، ولكنها ليست قاعدة. فهناك مثلاً المؤمنون بالجنة والنار، وهناك المؤمنون بتناسخ الأرواح، وهناك أيضاً من لا يؤمن بالحياة بعد الموت، وهناك من يشارك "الجوكر" رأيه في أن الموت مجرد مرض يمكن الشفاء، كما أن هناك من يرى الموت قريباً منه وينتظره كل يوم، وهناك من لا يراه كذلك أو ربما لم يفكر فيه أبداً. مع كل هذه التدرجات والاختلافات في النظرة إلى الموت وحتميته إلا أن الجميع قد يشتركون في النظرة نفسها إلى الحياة من حيث رغبتهم في الاستزادة من متعها الحسية والمعنوية، بل ويحلمون ويخططون لما سيحصل بعد موتهم مثل ذلك الفلسطيني الذي فجر نفسه طمعاً بوعود ربه أو تحقيقاً لمصلحة شعبه (حسب تصوره) أو مثل الزميل Dr.xXxXx الذي لا يريد أن يترك أطفاله يتامى. نفس الكلام يمكن أن يقال عن ميل البعض إلى المغامرة وتحدي الخطوط الحمر، فهذا قد يكون مرتبطاً بنسبة الهرمونات في الجسم أكثر من ارتباطه بنظرتنا إلى الموت وحتميته.

أنا على سبيل المثال لا أؤمن بالحياة بعد الموت، ولا أتوقع أن يستمر وجودي بعد الموت بأي شكل من الأشكال، ولكني أتعامل مع الحياة بشكل يشبه كثيراً ما يتعامل به ملايين المؤمنين من مسلمين ومسيحيين ويهود وهندوس وغيرهم. أما موقفي من المغامرات فهو أقرب إلى الجبن منه إلى الشجاعة. باختصار أنا مجرد فرد من أفراد القطيع، ولا أقصد هنا القطيع الصغير المسمى مدينة أو بلد أو قومية أو عرق، بل أقصد الجنس البشري.