من الواضح أن أي دولة بالعالم، اليوم و على مر التاريخ، أي دولة تبني سياسيتها الخارجية بناء على مصلحتها. من أمريكا إلى الدول الأوربية وصولا إلى ايران و هلم جر.

و من الواضح أن أي دولة لا تدعم ثورة شعبية بدولة مجاورة لو لم يكن لها مصلحة.

هذه نقطة اعتقد اننا لا نختلف عليها

اليوم تأتينا ب ديابوراما عن نظرية لشخص إسرائيلي كان يعمل مستشار لنتانياهو . و تأتينا بخطة جهنمية لتقسيم العالم على كيف برنار لويس.

لنفرض أن حيوان مثل هذا اقترح خطة، هل علينا أن نصدق بأن مجلس الشيوخ الامريكي بعام 1993. قد وافق عليها؟؟

يعني لو مثلا قلت المخابرات الأمريكيةـ أو الإدارة أو قرود السود، ربما نبلعها. و لكن مجلس الشيوخ، الذي يتألف من أعضاء منتخبين، يوافق على خطة جهنمية من واحد إسرائيلي لتقسم العالم على حسب خريطة جهنمية.

بعني بالفعل تصدق أن مجلس الشيوخ الأمريكي و الكونغرس هو من يرسم خريطة العالم؟؟ و حسب اقتراح من؟ اقتراح واحد من بين أفكاره الأخرى إنكار مذابح الأرمن و اقتراح بإلغاء كلمة جينوسيد من قاموس المأساة الارمنية.

مؤلف هذه الديابوراما هو واحد ينام و يصحو على نظرية المؤامرة.

ليس غريبا علينا.

فمنذ أن رأت أعيوننا النور و هم يحدثونا عن ناس من كل حدب و صوب تجتمع بالخفاء و ـ و بالمثل أعلاه بالعلن، لكون اجتماعات الكونغرس علنية و موثقة حرفا حرفا ـ افعمونا مؤامرات و امبريالية و الخلاصة، أن هذه السلطات و بحجة الوقوف بوجه المؤامرات الشرسة سرقوا الشعب و ونهبوا ثروات البلد و سلبوا الحريات و ذلوا المواطن و و و لائحة انجازاتهم طويلة.

بعد أربعين سنة من المواجهة و التصدي لهذه المؤامرات و الخطط الشرسة، ماذا حقق الحكم السوري و حزبه من أهدافه بالوحدة و الحرية و الاشتراكية.

مسكين هذا الحكم: بسبب شراسة المؤامرة، لم يتمكن من تحقيق أي من أهدافه، و توسعت الفجوة التي تفصل بلده عن ركب الحضارة. و لا يحق لأحد أن يفكر ببديل يستطيع أن فعليا أن يحكم من اجل المواجهة، لا من اجل إثراء المافيا التي تحيط به.

اسمع يا رفيق. نظرية المؤامرة اخترعتها الأنظمة العربية لمصلحتها الخاصة، و لكي تشهرها سلاح بوجه كل من يريد أن يطلق عنانه. هؤلاء الحكام لم يعملوا شيء لتطوير شعبهم، و بقيت البلاد متخلفة، و حلم كل شاب هو أن يهاجر و يطفش ليمسح صبابيت من يتآمر عليه ـ حسب ادعاء حكامه.

انظر إلى إحصائيات أحبائك عن عدد السوريين المهاجرين بشتى بقع الأرض.

اليوم يخرج ابو رقبة نظرية المؤامرة القديمة الجديدة، و يكرر الاسطوانة ليل نهار من اجل أن يقمع شعبه و يتثبس بالكرسي الذي ورثه عن ابيه. و حضرتك تريد أن "تثبت" صحة نظرية المؤامرة بديابوراما لا اعرف من اين خرجت.


تخيل مثلا هذا النداء:
انظر ايها الشعب السوري، أنت يا من يثور بزعامة برنار هنري ليفي و السفير الأمريكي و الفرنسي لكي ينفذوا مخططات واحد صهيوني حقير اقترح على الكونغرس الأمريكي خطة لتقسيم المنطقة منذ 18 سنة و اعتمدها و بقيت خطة تمشي عليها كل الإدارات الأمريكية التي توالت على البيت الأبيض منذ ذلك الحين.


يجب أن نصدق كلامك و نتغاضى عن كل القمع و الإجرام الذي مارسه الحكم السوري منذ ما يقارب نصف قرن و يكثفه اليوم بشكل منقطع النظير.

اقترح عليك زميل، قبل أن تنام اليوم بالعافية، و عندما تنسى كل أعباء النهار ونقاشاته العقيمة، اقترح عليك أن تسأل نفسك هل يعقل أن يثور شعب بمواجهة أقسى أنظمة القمع التي عرفها العصر المعاصر، و يتابع منذ أشهر رغم آلة الموت التي توجه ضده، و التي يحيط بها جوقة الأبواق الإعلامية، يواجه الموت بصدر عاري، كل هذا لان واحد منحط و أخر منبطح قال له يالله قوم ثور بوجه نظام الممانعة الذي ينوي أن يحرر لك بلدك و يعيد لك كراماتك؟

بالله عليك: هل أنت مقتنع أن لا شيء يستحق الثورة على عائلة الأسد و باقي العصابة، حتى نقول عن كل هذه الانتفاضة انها هي فقط مؤامرة