اختلفت مع مبارك حتى أصبح ماضي بالنسبة لي ، إني اتطلع لمستقبل مصر كما يليق بنخبها .

وحيد كامل .
أنتم جميعا تكتبون بنفس الطريقة القديمة الصغيرة ، تكررون أنفسكم بلا انقطاع ،وكل شيء عن الماضي ولا شيء عن المستقبل كأنه لن يأتي .
الإتهام بالميل لمبارك !. مبارك هذا أراه جزء من الماضي ،و لكنك كغيرك من جماعة التحرير بشرطة لا ترون غيره ولا تعرفون سواه .
هذا يا زميل اتهام سوقي يصلح للتداول بين الصغار ، ولا يضير سوى من يبحث عن منصب أو شعبية ، و لكنه لا يصلح هنا بين مثقفين كبار ، يقبلونكم أطرافا في حوار لا ترتقون أبدا إليه . لو كنت أميل لمبارك لما أنكرت ذلك ، فرغم الدعاية الرهيبة ضد عبد الناصر لم تفتني مناسبة واحدة ولم أبد تقديري له ، رغم أنه من صادر أرضنا الزراعية !.
أنت جديد علينا هنا ، تتحاور كما ألفت الحوار مع الصغار . سبق أن شرحت لك و لكنك لا تريد أن تقرأ مالايلائمك لأنك لا تجيد غيره .
هل أنت تهرج أم جاد ؟..
إنني مواطن عادي و لست سياسيا ولا صحفيا ، و بالتالي لست مضطرا لكتابة أي شيء عن مبارك أو غيره ،و لكني أكتب في موضوعات ثقافية و فكرية تروق لي و أجيدها ، هذا النادي للعرب و نادرا ماكان هنا مصريون نشطون (ربما خمسة) ، لهذا أناقش السياسة المصرية خارج النادي ومع أصدقاء في حزب الوفد ،و عندما توقفت للسفر ، اقتصر نشاطي بعد عودتي على الدردشة مع أصدقاء في النادي الأهلي حيث انا عضو فيه . فقط شعرت أنه واجبي أن أبدي رأيا شجاعا عن مبارك مشجعا غيري على ذلك فقبلت المخاطرة ، فهل والدك أو أحد من عائلتك فعل شيئا مشابها ، لن أقول أنت فمن يكتب ما تكتب لا يستحق هذا السؤال . هل سألت والديك لم لم يهاجما مبارك كل صباح ؟.
على ندرة حواراتي السياسية في النادي فلي تعليقات متعددة تناولت الحكام العرب ثم مبارك بصفة خاصة . بالإضافة إلى موضوعات مشتركة مع الحكام العرب مثل " الكلبتوكراسي .. حكم اللصوص " و سجل التشريفات لدكتاتور معتزل " و غيرها ، هناك موضوع خاص مباشر عن مبارك كتبته بينما أعيش في مصر و لي أسرة و مصالح . ربما أكشف أيضا أنه بالكشف عن جهازي خلال برنامج مخصص للكشف عن المراقبة اتضح أني مراقب من 3 جهات ، و أعتقد ان ذلك يعود نسبيا لموقفي الشجاع و النادر من مبارك و المسيحيين و الشيعة !، نفس البرنامج أثبت أن الناشط وائل عباس غير مراقب ، كما عرفت !. إني لست بطلآ ولا أسعى لذلك و لكني شجاع ،و دفعت ثمنا لذلك .
حسنا هذا ما كتبته في5/9/2005 ، " 7 سبتمبر بداية النضال من أجل الديمقراطية. "
http://www.nadyelfikr.com/showthread.php?tid=25037
" إن نظام الحكم في مصر مثل معظم الأنظمة العربية هو نظام شمولي ، هذا النظام نتاج حصري لانقلاب عسكري ،و ما حدث بعد ذلك هو محاولات ترقيعية لإكسابه شكلا شرعيا لا غير . هذا النظام هو نظام شمولي يضع كل السلطات الحقيقية في يد شخص واحد هو رئيس الجمهورية و هذا المنصب تتوارثه المؤسسة العسكرية منذ 53 عام ، أي أن ما لدينا هو نظام وراثي بالفعل و لكنه توريث مؤسسي كما حدث في الدولة المملوكية فكما لدينا الدولة المملوكية البحرية و الدولة المملوكية البرجية لدينا الآن الدولة المملوكية الثالثة ..الجمهورية !.
لا يمكن أن يوجد مدني على رأس هذا النظام حتى لو انتخبه الشعب ، فهذا منصب لحاكم عسكري وسلطاته هي سلطات دكتاتور ، و ليس منصبا لحاكم مدني أو سلطات دستورية حقيقية ، هل تعرفون ماذا فعل نظام مشابه هو نظام البعث السوري ؟. لقد أعطى المدني القادم بميراث العائلة ميراث المؤسسة أيضا و أصبح طبيب العيون ( أفهم في العين وكلام العين ! ) يحمل رتبة عسكرية عليا و ركن أيضا !.
هكذا تعمل نظمنا الهزلية و شعوبنا الحفرية القادمة من العصور الوسطى و العائدة إليه !.إن أفضل ترس في آلة متخلفة لن يضيف شيئا و ستظل الآلة متخلفة وربما يفسد هذا الترس . إن المشكلة ليست في الجنرالات بل في نظامهم . هناك عسكريون عظام حكموا في أنظمة ديمقراطية فأصبحوا ديمقراطيين كبارا ، ديجول و أيزنهاور و تشرشل و جرانت و جاكسون ، بل هناك جنرال حكم الفليبين بعض انتفاضتها الديمقراطية و هناك آخر يحكم نيجيريا و ثالث يحكم إندونيسيا في عهدهما الديمقراطي و الأول مضى إلى التقاعد بهدوء و الثاني و الثالث يخضعان لمراقبة دستورية لصيقة مثل غيرهما من الرؤساء في النظم الديمقراطية العريقة !.المشكلة إذا في النظام و ليس في الحاكم فبشار الشاب المدني يتصرف كطاغية عجوز حتى لو أراد غير ذلك ، فلا يمكن له أن يغير السيناريو فالنص تاريخي كجميع النصوص في عالمنا الضائع ، نص كتبه طغاة كبار من أجل طغاة صغار ليقودوا رعية مسلوبي الإرادة بالحديد و النار و أحكام الطوارئ .
لا يمكنني أن أنكر أن مصر تشهد منذ شهرين تقريبا مرحلة غير مسبوقة في تاريخها المملوكي الحديث ، فهامش الديمقراطية يتسع لنقد الرئيس و بشدة ، هناك من يتحدث عن ثروة الرئيس المتضخمة و عن 80 عاما سيناهزها قريبا ،و هناك من يشكك في أهليته و ذكائه المتدني ، و هناك مرشحون للرئاسة يعرضون برامجا مختلفة ،ورغم أن هؤلاء المرشحون منتقون بعناية لأداء دور الكومبارس إلا أن هناك على الأقل مرشحان يمكنهما التفوق على مبارك في انتخابات نزيهة حقيقية .
كل ذلك لا يجب أن يخدع أبصارنا فما نراه لا علاقة له بمكاسب ديمقراطية حقيقية اكتسبها الشعب بنضاله ، و لكنها ديمقراطية الضغوط الأمريكية المتلاحقة و مرونة رئيس عجوز لكنه لا يفتقد الواقعية . لا تفسير لتلك الظاهرة سوى أن الحرية و الديمقراطية لم تكنا أبدا ولعا عربيا أو قيمة في حد ذاتها لدى النخب . إن الديموقراطية التي تحسم أمرها في صناديق انتخابات شفافة و حرة هي أشياء مثل الاقتران بكاترين زيتا جونس مجرد حلم عابر لا نفكر فيه بشكل جدي ، فنحن نعتقد أن العانس المشوهة بهانة بنت عبده الأكتع فقط تليق بنا !.ولا يمكننا أن نجد مكانا ولو على حافة القرن 21 بهذه العقلية المستسلمة التي تتسول حريتها من طغاتها العسكريين خلال ضغوط أمريكية !..
إنني لا أريد أن نهتم كثيرا بمن هو القادم بل بالنظام نفسه . علينا ليس فقط أن نعدل الدستور بل لابد أن نغير النظام كله ولو بالتدريج ولكن لابد من تغيره فلا حل آخر لأن هذا العصر لا يرحب بالدول المملوكية !، أما كيف يمكن أن يحدث ذلك ، فهذا ما يجب أن نفكر فيه جميعا بعد الانتخابات القادمة ف 7 سبتمبر هو بداية نضالنا الحقيقي من أجل سيادة الشعب و حقه في نظام ديمقراطي حقيقي و ليس نهاية المطاف !." انتهى الإقتباس .
كوني معارضا لمبارك لا يعني أني سوقي وضيع . إني فارس أقاتل من هو في السلطة ، و لكن من يسقط فإني أعطيه حقه و انتقده بموضوعية . مبارك ليس أفضل مني كي اتعامل معه ككلب يعقر ،و لكني أعامله كإنسان صنو لي و كسياسيي أخطأ . لست الوحيد الذي يطالب معاملته باحترام إنساني و كرئيس سابق لمصر و بطلآ للحرب ، فكل الرجال المحترمين يفعلون ذلك بما في مرشحين للرئاسة آخرهم حمدين الصباحي . كل هذا لا يعفيه من مسؤوليته كرئيس له خطايا وجب مسائلته عنها . و ما يهمني منها هي القضايا السياسية التي أثرت على مستقبل مصر و أدت إلى تجميدها لسنوات طويلة حتى انتهاء الصلاحية !، هذا التعبير الذي نقله عني كتاب كبار في الإعلام ليس د. وحيد عبد المجيد أهمهم .
اختلفت مع مبارك حتى أصبح ماضي بالنسبة لي ، إني اتطلع لمستقبل مصر كما يليق بنخبها.