طريقة التعاطي المسبقة كثيرا ما تعمي صاحبها
إن قدمنا نقدا لقوى الاحتجاج بسوريا لغرض دفعها لتبين نقاط ضعفها وجدنا من يهاجم هذا التوجه وأن قدمنا نقدا للنظام لغرض دفعه لمنع القمع وجدنا من يهاجم هذا التوجه وبهذا يتبين أن القضية ليست مبنية على ما يصورها المهاجمون تجاه مخالفيهم أن مخالفيهم في حالة دفاع عن النظام أوهجوم على قوى الاحتجاج بقدر ما هي أن هذا التوجه العام لصاحب هذا الموضوع في التعاطي لا يوافقني وبناء عليها سأرفض أي توجه مخالف بشكل مباشر ولذلك نجد أصحاب النظرة المسبقة لا يلتفتون للجوانب التي تصب بالنهاية بتوجههم بقدر ما يسلطون غيظهم على التوجه المسبق الذي تبنوه لصاحب الموضوع وفي حالة أخرى إذا كان تعاطيهم المسبق إيجابيا تجدهم يتدخلون ويتغاضون عن أمور لا تتوافق معهم مع صاحب ذلك الموضوع وهذه مسألة دقيقة من جهتي فإني أحاول إذا ما تدخلت بموضوع ألا أغفل الجوانب المختلف معها بغض النظر عن نظرتي المسبقة تجاه صاحب الموضوع أو لا أتدخل بالموضوع من الأساس.

هذا الموضوع بالأساس نقد للنظام واضح من خلال عنوانه ومضمونه فالنظام السوري مشكلته أنه بمنطقة غير حاسمة وغير منتجة ومن هنا نصفها وبدون مواربة أنها "مخنثة" فلا هو صار تابعا وذنبا للقوى الخارجية مثل أنظمة الاعتلال العربي مصر سابقا والأردن والسعودية ولا هو صار مستقلا ورأسا شبيها بإيران أو نحو من ذلك ، وهو يعمل بمنطقة بين بين وهذه المنطقة بالضرورة تجعل تعامله مع الداخل معتلا مستبدا بدل أن يكون صحيحا منفتحا يكسب قوة من الداخل لتغذية قوته الخارجية من أجل هذا كان الحديث على احترام الشعب السوري أو الدوس بالأقدام.
لاحظوا أن هذا الواقع الذي يعيش فيه النظام ويعيش الشعب السوري معه فيه يؤثر أيضا سلبا على حلفائه خاصة حزب الله والحادثة التي اغتيل فيها قائد حزب الله بسوريا "مغنية"عندما طالبت إيران وحزب الله بفتح تحقيق حولها سرعان ما تراجعوا عنها مرغمين لأن النظام السوري يلعب بهذه المساحة الخربة المخنثة وقد أضر بحلفائه وبلعوا مرارتهم معه.