عزيزى خالد
ارجوك ثم ارجوك ثم ارجوك
لا تجعل جماعة من الشعب السورى هى الشعب السورى كله
فعندما اتكلم عن جماعة بالانتقاد لانهم اذعنوا لمخططات خارجية , فانت تعمم و تجعلهم هم الشعب السورى بينما الشعب السورى لم يختارهم و مازال معظم الشعب السورى الى جانب النظام
و ان قلت لى بان الشعب السورى لم يخرج كله بالملايين ضد النظام لانه خائف
فانت هنا تعترف بامرين :
1. الشعب السورى جبان و هذا مرفوض و غير مقبول مطلقا
2. او ان الشعب السورى لم يصل لمرحلة تجعله يخرج ثائرا على النظام غير مبالى بالمخاطر , يعنى انت تعترف بذلك ان النظام ليس بهذا السوء الذى تصورونه .
طبعا هاتان نتيجتان لا محيص عنهما ان اعتمدنا مقدمة خاطئة و غير صحيحة ان الشعب السورى كله ضد النظام و اعنى بكله اى الاغلبية .
و ما اعتقده ان الشعب السورى مع النظام لانه لا يرى بدائل افضل بل يرى ان البدائل المتاحة اسوء .

بالنسبة لتصديق النظام او تكذيبه , فانا قلت لك بان النظام السورى عندى اصدق من امريكا
و لكنى لا اصدق احدا فى العادة الا بدلائل
النظام السورى لم يعد له خيار اخر الا الاصلاح و لذلك فانا اصدقه , الخيار الوحيد الاخر المتاح هو حرق سوريا و النظام لا يريد ذلك لانه هو الخاسر فى حالة حرق سوريا
و الطرف الاخر ايضا خاسر و لكنه لا يفهم انه يحرق سوريا
الشعب السورى فى معظمه اختار الاصلاح و لا يريد تدمير بلده
المعارضة الشريفة تريد الاصلاح ايضا لانه انتصار حقيقى للثورة السورية و انتصار واقعى , لان الدولة ستعترف بهم سياسيا و سيكون لهم موضع قدم فى البيت السورى و تواجد قانونى و سيكون لهم مجال ليعرفهم الشعب السورى و يحصلوا على تاييده مستقبلا من خلال العمل السياسى و التدرج فى المطالب سياسيا اعتمادا على تاييد الشارع للوصول الى اعلى سقف للمطالبة مستقبلا .
المشوار سيكون صعبا و خطيرا و ثمنه غالى و لكن هذا ما يثبت وطنية المعارض , و ستتحول الدولة و النظام الى دولة ذات نشاط سياسى كما هى مصر قبل سقوط نظام حسنى مبارك , و كتركيا التى وصل الاسلاميون فيها للحكم بعد ان كان ذلك من المحرمات .
و لكن الذين يعملون ضمن اجندات خارجية و يقبضون من الخارج يرفضون الاصلاحات و يريدون التدمير لسوريا بمباركة اسيادهم فى الخارج .

و اخيرا النظام لم يسقط و مازال قويا متماسكا و له تاييد شعبى كبير بل الاكبر , و الجيش مع النظام .
فكلامك غير صحيح ان النظام يسقط , لا ارى اى بادرة تبرر ما تقول الا التمنى , و مجرد المنى لا يغنى عن الواقع شيئا .
النظام لن يسقط الا بتدخل خارجى عسكرى , و سقوطه غير مؤكد فربما يصمد فى وجه هذا التدخل .
و لكن المؤكد ان ذلك سيدمر سوريا و هو ما لا يريده السيد حسن نصر الله و لا يريده الشعب السورى و لا النظام السورى .