أذكر من أيام المدرسة كنا ندرس المشعرات في الكيمياء.
و المشعرات هي وسائل اختبارية تستخدم لفحص خواص مادة كيميائية ما.
فورقة مشعر عباد الشمس البنفسجي (إذا لم تخني الذاكرة) مثلا هي مشعر يستخدم لكشف الخواص الحمضية و القلوية.
أحيانا أحس أن الله أرسل حسن نصر الله و إيران كمشعر للخواص الطائفية للعرب عامة و لـ"الثوار السوريين" خاصة.
لو سأل أي عربي نفسه في لحظة و هو يشرب قهوته مع سيكارته على البلكون و برواق متجردا من غرائزه الطائفية لدقيقتين.
لو كان موقف حسن نصر الله و حزب الله من القضية الفلسطينية مشابها لموقف سعد الحريري أو وليد جمبلاط (ما راح قول سمير جعجع) هل كان هناك زعيم في لبنان أقوى منه و لو بطريقة " الشعب يريد" و " حرية سلمية"؟
إذا كان حزب الله أكبر شوكة في حلق إسرائيل منذ إخماد الانتفاضة الفلسطينية في نهاية الثمانينات و كانت سوريا عاجزة عن خوض حرب ضد إسرائيل التي تحتل أرض سوريا فبأي منطق يتوقع أي أحد أن لا تدعم سوريا حزب الله؟
لو كان موقف إيران من القضية الفلسطينية التي هي قضية العرب و المسلمين المركزية مشابها لموقفها أيام الشاه
هل كان درع الجزيرة سيتجرأ على دخول البحرين؟
هل كانت طالبان ستتجرأ على فعل ما فعلته بالمناطق الشيعية في أفغانستان؟
هل كانت إيران ستواجه أي مشكلة في برنامجها النووي؟
و الآن و لثقتي أن أي دماغ يحتوي على كمية من الـ IQ تفوق ما لدى صغار الشمبانزي يعرف جيدا الإجابة عن هذه الأسئلة فإني أعلم أن كمية الحقد و الكره الموجهة لإيران ليس لها سبب سوى التعصب الطائفي و العناد الغرائزي الذي يستطيع أن يطفئ نار الفكر و لو في دماغ بحجم دماغ أينشتاين أو نيلز بور
فإنها لا تعمى الأبصار و لكن تعمى القلوب التي في الصدور